الديوان » الأردن » سليمان المشيني » تحية يوم القدس الخالد

عدد الابيات : 46

طباعة

مِن شَغافِ القَلْبِ مِن عطرِ الوُرودِ

لِحِمى الإِسْراءِ أَبْدَعْتُ نَشيدي

إِيْهِ يومَ القدسِ قد ذَكَّرْتَنا

بِصَلاحِ الدّينِ والفَتْحِ المَجيدِ

كانَ في حِطّيْنَ سَحْقُ المُعْتَدي

وَحَفِظْنا بالقَنا أَرْضَ الجُدودِ

وَبِجالوتَ هَزَمْنا كَتْبُغا

وَأَعَدْنا الحَقَّ خَفّاقَ البُنودِ

حَدِّثينا يا رُبى القُدْسِ ويا

قَسْطَلَ الغُرِّ المَيامينِ الأُسودِ

كَيْفَ عبدُ القادرِ الحُرُّ انْتَضى

سَيْفَهُ العَضْبَ بِإِقْدامٍ شَديدِ

وانْثَنى في هِمَّةٍ جَبّارَةٍ

يَتَصَدّى لِقِوى الغازي اللدودِ

هاتِفاً فَلْتَكْتُبي يا أُمَّتي

أَسْطُرَ النَّصْرِ بِإِيْمانٍ وَطيدِ

ثَمَنُ الحُرِّيَّةِ الحَمْرا دَمٌ

مِن شَرايينِ الفِدائيِّ الشَّهيدِ

يا شَبابَ العُرْبِ هذا يَوْمُنا

فَلْنُجَدِّدْ سُؤددَ الماضي التَّليدِ

وَإِلى القُدْسِ أَلا حُثّوا الخُطَى

لا تُبالوا بِسُدودٍ وَحُدودِ

تاقَتِ الأُمُّ لِلُقْيا وُلْدِها

إِنَّ لُقْياها لَعيْدٌ أَيُّ عِيْدِ

أُمَّتي يا أُمَّةَ الأَبْطالِ مِن

كُلِّ صَقْرٍ رابِطِ الجَأْشِ جَليدِ

أُمَّتي لَنْ يَبْرَحَ الجاني الحِمى

وَعَنِ الجُلّى بَنوْكِ في هُجودِ

جَدِّدي العَزْمَ وَسِيْري قُدُماً 

وَأَعيدي عَهْدَ حِطِّيْنَ أَعيدي

لَيْسَ كالإِقْدامِ مَهْرٌ لِلْعُلى

وَنَجيعُ الصِّيْدِ دَرْبٌ لِلْخُلودِ

لا يُنالُ النَّصْرُ إِلاّ بالفِدى

لا بِحُسْنِ الشِّعْرِ والنَّثْرِ النَّضيْدِ

سَئِمَ العالَمُ شَكْوانا فَلَمْ

تَعُدِ الشَّكْوى عَلَيْنا بِمُفيْدِ

فَامْسَحوا بِالبَذْلِ عَنّا وَصْمَةً

وَدَعوا الشَّكْوى لِرِعْديْدٍ قَعيْدِ

سُنَّةُ الكَوْنِ جِهادٌ فَثِبوا

لِلْمَعالي فَلَكُمْ حَقُّ الوُجودِ

يَطْلُعُ الصُّبْحُ بَهِيّاً ساطِعاً

بَعْدَ ساعاتٍ مِن الظَّلْماءِ سودِ

حَسْبُنا صَبْراً فَما نَحْنُ بِهِ

يَبْعَثُ الإِحْساسَ في الصَّخْرِ الصَّلودِ

فَمَتى نُدْمي جَبينَ المُعْتَدي

مَرَّةً دونَ الْتِفاتٍ لِوَعيدِ

فَإِلى ساحِ التَّفاني والوَغى

جَرِّدوا الأَسْيافَ مِن سِجْنِ الغُمودِ

وَإِلى اللهِ ارْجِعي يا أُمَّتي

وَإِلى سُنَّةِ باري الخَلْقِ عودي

واحْذَري الغَزْوَ الثَّقافِيَّ الذي

يَتَنافى وَهُدى الخُلْقِ الحَميدِ

فَلَنا مَبْدَأنا .. تاريخُنا

وَتُراثٌ مِن سَنى الفِكْرِ الرَّشيْدِ

إِنَّهُ خَيْرُ عَتادٍ في الدُّنى

وَبِهِ النَّصْرُ يُرَى زاهي البُنودِ

روحَ عبدِ القادرِ المِقْدامِ مَنْ

بِالدَّمِ القاني سَقى خُضْرَ النُّجودِ

قِصِّيْ عَن شَعْبِ فِلَسْطينَ الذي

ضَرَبَ الأَمْثالَ في البَأْسِ الشَّديدِ

حَدِّثي الأَجْيالَ عَن أَمْجادِنا

وَنِضالٍ وَجِهادٍ وَجُهودِ

لَمْ يَلِنْ في وَجْهِ طاغٍ آثِمٍ

قاوَمَ اسْتِعْمارَ جَلاّدٍ مَريدِ

يا رُبَى القُدْسِ سَلاماً خالِداً

قِبْلَةَ الأَنْظارِ يا بَيْتَ القَصيدِ

كَيْفَ حالُ الأَهْلِ في قُدْسِ الهُدى

غابَةِ الآسادِ عُنوانِ الصُّمودِ

حَيِّهِمْ عَنّا رِجالاً ثَبَتوا

قَلْعَةً شَمّاءَ في وَجْهِ اليَهودِ

أَخْفِضوا الهامَ لَهُمْ إِنَّهُمُ

صاغَةُ المُسْتَقْبَلِ الحُرِّ السَّعيدِ

بَذَلوا الأَرْواحَ ذَوْداً عَن حِمَىً

قُدُسِيٍّ قَدْ فَدَوْهُ بالكُبودِ

نَحْنُ لا كُنّا إِذا لم نَنْتَفِضْ

قُدُماً نَمْضي وَنَهْزا باللُّحودِ

يُطْرِبُ الأَسْماعَ مِنّا مِدفَعٌ

صَوْتُهُ حين يُدَوّي كالرُّعودِ

وَجُموعَ الشُّهَدا أَلْمَحُها

أَقْبَلَتْ تَسْعى مِن الأُفُقِ البَعيدِ

خَرَجوا لِلزَّحْفِ في أَيْديْهِمُ

رايةُ اللهِ عَلَتْ فَوْقَ الحُشودِ

فَعَلا التَّهْليلُ والتَّكْبيرُ في

ساحَةِ القُدْسِ فَضَجَّتْ بالنَّشيدِ

فَإِلى المَيْدانِ هُبُّوا أُنُفاً

آنَ أَنْ نَحْمي حِمى الأَقْصى المَجيدِ

واضْرِبوا لا عاشَ مَنْ_

لا يضربُ المُعْتَدي الجاني بِنارٍ وَحَديدِ

واهْتِفوا لا عاشَ مَنْ لا يَفْتَدي

مَوْئِلَ الإِسْراءِ في حَبْلِ الوَريدِ

وَإِلى السّاحِ هَلُمّوا قُدُماً

حَرِّروا القُدْسَ وَأَوْفوا بالعُهودِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان المشيني

avatar

سليمان المشيني حساب موثق

الأردن

poet-Suleiman-Al-Mushini@

62

قصيدة

6

متابعين

سليمان إبراهيم المشيني (1928-2018) هو شاعر وأديب وإعلامي أردني بارز، ترك بصمة كبيرة في الثقافة الأردنية والعربية. وُلد في مدينة السلط وتلقى تعليمه في مدارسها، حيث بدأ نظم الشعر في ...

المزيد عن سليمان المشيني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة