الديوان » ماهر باكير دلاش » صوت الحقيقة الآتي

بصوت :

عدد الابيات : 45

طباعة

 

....صوت الحقيقة الآتي

 

أَتَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ كَسَرْتَ إِرَادَتِي

وَأَقَمْتَ فَوْقَ الجَسَدِ أَلْفَ صَلَاةِ؟

النَّارُ تَأْبَى أَنْ تَمُوتَ رَمَادًا

عَبَثًا تُحَاوِلُ قَهْرَ كَرَامَتِي

أَتَيْتَ تَرْجُمُني كَأَنَّني طَيْف

وَكَأَنَّ حَقِيقَتِي مِنَ الشُّبُهَاتِ

عَبَثًا تَصُولُ، فَمَا هُنا إِلَّا الضِّيَا

يَسْمُو بِنُورٍ بَعْدَ طُولِ سُبَاتِ

زِلْزَالٌ أَنا، وَالعَزْمُ فِي إِعْصَارِي

طَوْدٌ يَسْمُو عَلَى المُنْعَطَفَاتِ

سَأَعُودُ مِثْلَ الفَجْرِ أَنْفُضُ لَيْلِي

وَأُقِيمُ فَوْقَ اليَأْسِ أَلْفَ حَيَاةِ

سَأَعُودُ لَا خَوْفٌ يَحْجُبُ خُطْوَتِي

لَا حِقْدٌ، لَا حُزْنٌ يَقْتُلُ ذَاتِي

سَأَعُودُ لِلدِّينِ القَوِيمِ مُوَحَّدًا

بِإِرَادَةٍ تَسْمُو عَلَى الشَّهَوَاتِ

أَنا فِكْرَةٌ، كِتَابُهَا نُورُ الهُدَى

وَصَوْتُهَا يَجْرِي فِي الظُّلُمَاتِ

أَنا الحَقُّ، أَنا العَدْلُ، وَالحُرِّيَّةُ

أَنا، يَوْمًا كَالقِيَامَةِ بِثَبَاتٍ آتِ

سَأَعُودُ، أَفُضُّ غُبَارِي، كَأَنَّهُ

طَيْفٌ تَبَدَّدَ فَوْقَ رُفَاتِي

وَأَسِيرُ بِحَزمٍ وَثَباتٍ لِنُورِ

اللَّهِ فِي غَيَاهِبِ العَتَمَاتِ

وَأَحُطُّ فِي أَرْضٍ تُنَادِي أَهْلَهَا

لِتُعِيدَ حُلْمَ العَدْلِ بِمُعْتَقَدَاتِي

الأَرْضُ لَا تُهْدَى لِمَنْ زَرَعَ الأَذَى

بَلْ تَصْرُخُ: "أَيْنَ بُنَاتِي؟"

سَأَعُودُ كَالأَسْلَافِ أَسْمُو بِعِزٍّ

لَا يَبْتَغِي طُغْيَانَ شَرِّ عُصَاةِ

وَأُقِيمُ فِي الآفَاقِ مَجْدًا خَالِدًا

يَعْلُو بِنُورِ الحَقِّ لَا بِالنَّعَرَاتِ

أَتَظُنُّ أَنَّكَ حِينَما أَبْكَيْتَنِي

وَغَرَسْتَ خَنْجَرًا فِي وَجَنَاتِي؟

وَجَعَلْتَ تُنْكِرُنِي كَأَنِّي طَيْفٌ

وَكَأَنَّ قَضِيَّتِي مِنَ الهَفَوَاتِ؟

عَبَثًا تُعِيدُ القَتْلَ، لِي جَسَدٌ

يَسْمُو دَوْمًا فَوْقَ الحَسَرَاتِ

أَنَا بُرْكَانٌ، وَالحَمَمُ فِي أَنَّاتِي

حُلْمٌ يُقَاوِمُ وَحْشَةَ العَثَرَاتِ

طَائِرُ الفِينِيقِ أَنَا، مِثْلَ

الطَّارِقِ دَائِمُ النَّبْضَاتِ

أَبْتَلِعُ الدَّمْعَ بِلَا نَدَمٍ

وَلَا حَزَنٍ، وَلَا شَهَقَاتِ

سَأَعُودُ لِلْحُلْمِ القَدِيمِ مُتَيَقِّنًا

بِصَبَابَةٍ تَسْمُو عَلَى الزَّفَرَاتِ

أَنَا مِنْ كِتَابِ الوَصْلِ، أَنَا حُرُوفُهُ

وَلَنْ أُمْحَى مِنْ هَوَامِشِ ذَاتِي

أَنَا العِشْقُ، أَنَا الشَّوْقُ، وَالمِيثَاقُ

أَنَا، مَنْ أَتَى بِمَاءِ مِنْ وَجْهِ الفُرَاتِ

سَأَعُودُ، أَفُضُّ جِرَاحِي، كَأَنَّهَا

طَيْفٌ تَبَدَّدَ فَوْقَ القِسَمَاتِ

وَأَسِيرُ وَلَا أَنْثَنِي لِنُورِ

اليَوْمِ تَحْتَ ظِلَالِ النَّكْسَاتِ

وَأَحِطُّ فِي قَلْبٍ، تَنَادِينِي الرُّؤَى

وَأَنْسَى ما بِي مِنَ الصَّدَمَاتِ

فَلَقَدْ كَفَانِي أَنَّنِي عِشْتُ النَّوَى

وَكَفَانِي أَنَّ البُعْدَ كَانَ مُنَاتِي

سَأَعُودُ لَا شَيْءٌ يَحْجُبُ مَحَبَّتِي

وَأُخْفِي ضِيقَ صَدْرِي بِالدَّعَوَاتِ

كَالقِيَامَةِ، مِثْلَ هَوْلِ يَوْمٍ عَاتِ

وَالدُّهُورُ اصْطِخَابٌ بَيْنَ غَادٍ وَآتِ

كُلُّ حَيٍّ إِلَى الفَنَاءِ مَضَى،

وَغُبَارُ الدَّهْرِ فِي الرِّيحِ فُتَاتِ

أَيْنَ مَنْ عَاثَ فِي البَسِيطَةِ جَوْرًا؟

أَصْبَحُوا اليَوْمَ رُفَاتَ حَصَاةِ

زَهَتِ الأَرْضُ بِالتِّيجَانِ فَخْرًا،

وَتِيجَانُ الفَخْرِ زَهْوُ الطُّغَاةِ

قَدْ طَوَتْهُمْ صَفْحَةُ الدَّهْرِ طَيًّا،

وَتَلَاشَتْ هَيْبَةُ الأَمْسِ وَالذِّكْرَيَاتِ

فَارْتَقِبْ يَوْمَ يُدْعَى كُلُّ عَبْدٍ،

وَيُجَازَى بِالذُّنُوبِ وَالحَسَنَاتِ

يَوْمَ تُطْوَى السَّمَاءُ طَيَّ سِجِلٍّ،

وَيَصِيرُ الكَوْنُ نَارًا فِي الحَدَقَاتِ

وَتَفِرُّ الخَلَائِقُ رُعْبًا جَمِيعًا،

حَيْثُ لَا مُنْجٍ يَقِيهَا مِنَ النِّقْمَاتِ

كُلُّ سِرٍّ قَدْ بَانَ، كُلُّ ظَلُومٍ

سَقَطَ اليَوْمَ فِي سَعِيرِ الهَفَوَاتِ

فَهَلُمَّ الآنَ وَازْرَعْ خَيْرَ غَرْسٍ،

قَبْلَ أَنْ تُجْزَى بِفِعْلِ الزَّلَّاتِ

يَوْمَ لَا يُغْنِي نِدَاءٌ، لَا جَاهٌ،

لَا خَلِيلٌ، لَا رَيْبَ فِي الْكَلِمَاتِ

كُلُّ مَجْدٍ شَادُوهُ بَانت هَبَاءً،

وَتَلَاشَى كَالدُّخَانِ فِي الفَلَوَاتِ

فَارْعَوُوا، وَاتَّقُوا، فَالتُّقَى زَادُ

كُلِّ عَبْدٍ، وَالتُّقَى خَيرٌ للنَّجَاةِ

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ماهر باكير دلاش

ماهر باكير دلاش

69

قصيدة

اكتب الشعر ولي كتاب الموروث التاريخي..

المزيد عن ماهر باكير دلاش

أضف شرح او معلومة