الديوان » المعتصم بالله أحمد » نَذَرَ الدموعَ لها فلا حِسُّ

عدد الابيات : 24

طباعة

نذَرَ الدموعَ لها فلا حِسُّ

دارٌ بأثوابِ البِلى دَرسُ

أبلت رِياح الدهرِ جِدَّتها

فكأنّ منزلَ أهلها رَمسُ

هل كان ينظُرُ أن تجودَ لَهُ

أو أن تُجيبَ مَعالمٌ خُرسُ..؟

يا صاحِ لا تَعذِل؛ فقد حَكَمَت

فينا بما تَشقى به النَفسُ

دعني وسكبي الدمع في طللٍ

كم زاد نار حُشاشتي الحَبْسُ 

دارٌ خلاءٌ بان ساكنُها

ورسا بقلبي حبُّها الرَسُّ

حتى أُراني في دياركمُ

قد مسّني من حبكم مسُّ..

ولقد أرى أحداجَكم أُصُلاً

فكأنْ لقلبي إثرَها نَقْسُ

بل ما تذكَّرَها وقد بَعُدت

ورعت حِماها العِينُ والخُنْسُ

أيامَ ليلى بالديار تُرى

فتحار من لألائها الإنسُ

يَهْوَين مَبداها على حَسَدٍ

حُورٌ كأمثال الدمى لُعسُ

وتَميسُ في حُلَلٍ مُفوّفَةٍ

قد زان من أعطافها الورسُ

وسطَ النساء كأنها خُلقَت

من نورِ شمسٍ، أو هي الشمسُ

يَحسُدنَها مِمّا يُنَعِمُّها

إدلالُها وقوامُها المَلْسُ

واهًا لها واهًا وقد نظرت

بسهام لَحظٍ حاكَهُ النعسُ

سلبت فؤادَكَ من تقولُ لها

بالأمسِ: "يا ويسٌ لها ويسُ!"

تصطادنا برخيمِ ما نبَسَت

  حتى كأنّ جهيرها الهَمسُ

تَمَّت لنا لولا تَمنُّعُها

مِن بعد عهدٍ زانَه الأُنسُ

تلك التي عُلِّقتُها عَرَضًا

وأصابني من حُبّها البأسُ

ما بتُّ في ليل ولا صُبُحٍ

إلا دعا الوسواسُ والهَجْسُ

وإذا اختلستُ عن الهوى سِنةً

طَرَقت فعاودني بها النُكْسُ

يا ليت إذ يعتداني طربي

من حُبِّها، يعتادني اليأسُ..

كانت بعهدٍ طالما غَنِيت

تأسو علي وتارة تقسو

فاليوم أبكي أمسها دَنفًا

لو كان يَرجِع بالبُكا أَمسُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

169

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة