الديوان » مصر » مرسي شاكر الطنطاوي » رواق العز ممدود الظلال

عدد الابيات : 40

طباعة

رواق العز مَمدود الظلال

وَوَجه اليَمن مَوفور الجَلال

فَهَذا الشَّرق في تيه الدلال

يُباهي الغَرب في ثَوب اختيال

وَهَذا النيل مرآة ترينا

مَعاني الحسن في وَجه الجَمال

وَهذا ثابت الهرمين يملي

شَواهده عَلى صحف الليالي

وَتِلكَ نَتائج الأَعمال قامَت

تذكرنا بِآثار الأَوالي

وَتِلكَ حميّة الأَبناء تَعلو

بِأَنفسهم إِلى مَرقى الكَمال

وَتِلكَ بَشائر الإسعاد عَمَّت

دِيار الشَّرق فانصب للمعالي

وَجل بِمعاهد التَّعليم وَانظر

ترَ العلياء دانية المَنال

تَرى بَينَ الشَّبيبة أَي فَرق

وَهَل في الحَق إِنكار لقال

نَصير الحَق لا يَعلوه شَيء

وَإِن دَعَت الأُمور إِلى جِدال

تَعلم أَيُّها التلميذ تَجني

مَعارف تَقتضي همماً عَوالي

فَبالتعليم يسهل كل صَعب

وَبِالتَعليم يرخص كُل غالي

وَبِالتعليم يحسن كُل أَمر

وَبِالتعليم يسعد كُل حال

وسر بَين العَشائر مُستَقيماً

وَلا تضمر إِساءة مَن يُوالي

وَكُن شَهم الفُؤاد رَفيع نَفس

إِذا اِحتشدت جُموع في مَجال

تبلغك الشهامة كُل قَصد

وَما مثل الشهامة في الرجال

وَما أَغنى الشهامة في مجدّ

يَرى اللذات في شد الرِحال

وَفعل الجد أَنفذ في النضال

مِن السهم المصوب للقتال

يَهون عَلى المجدّ شَقا الليالي

وَنقل الصخر من قمم الجبال

وَلا يَتخوّف الغواص موجاً

إِذا راقَت نَواظره اللآلي

وِمن عشق المَعالي أَلزمته

أَمانيه بِأَسباب الوِصال

وَأَكبر مَن رَأَيت فَتىً رَشيد

مَحا بِالعلم أَغشية الضلال

كَمال المرء في علم وَفضل

وَصدق في المَقال وَفي الفِعال

فَإِن تطمَح بجدك لارتقاء

غَدا لَكَ بِالعُلا خَير اتصال

وَإِن تَبغ العُلو بِلا أَساس

فَقَد منيت نَفسك بِالمحال

ظلال العلم حَولك في اِمتِداد

وَدور الجَهل آذن بِانتِقال

وَكُنا نَرقب الخَيرات حيناً

فَوافتنا وكانَت في اعتقال

غَدا للعلم دور شاهِقات

تُناغي العَرش في سامي الجَلال

وَلم تقصر عَلى الفتيان حَتّى

حَظى بالعلم ربات الحجال

فَسَوفَ تسرك الفَتيات حالاً

وَيُمسي القطر مَعدوم المِثال

وَتَشهد مِن عَزائمهن بَأساً

يَروع الليث في جسم الغَزال

وَتبصر قوة الأَطفال عَقلاً

وَجسماناً وَعَزماً في تَوالي

وَما تَسمو الديار بِغَير علم

نحصله بجدّ وَاشتغال

وَتربية البلاد دليل فضل

وَعُنوان على شَرف الخلال

أَدامَ اللَّه مصر عَلى ارتقاء

يَجل عن اكتساب وَانتِحال

وَمدّ رجالها بِجميل عَون

لِنرقى المَجد في عز اقتبال

إِذا كانَ الهُدى مفتاح أَمر

رَأَيت الصَعب مَحلول العقال

وَمَن باتت خَواطره تُناجي

شَريف القَصد أَيقن بِالنوال

كَذا فَليسلك الساعي طريقاً

وَيَخترق الصعاب وَلا يُبالي

وَلَيسَ يَجوز في الإنسان نقص

إِذا كانَ الأساس عَلى كَمال

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مرسي شاكر الطنطاوي

avatar

مرسي شاكر الطنطاوي

مصر

poet-Morsi-Al-Tantawi@

39

قصيدة

2

الاقتباسات

5

متابعين

مرسي خورشيد محمد شاكر الطنطاوي (1883-1973) هو شاعر وأديب مصري، وُلد في مدينة طنطا وتوفي في مدينة بنها. نشأ في بيئة علمية، حيث حفظ القرآن الكريم منذ صغره وتلقى تعليمه ...

المزيد عن مرسي شاكر الطنطاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة