عدد الابيات : 27
هَل بي تَشُكُّ وَقلبِي بِالوَفَا شَهِدَا
أَم كَيفَ تُنكِرُ عَهدًا دَامَ وَانْعَقَدَا؟
وَكَيفَ يَسمَعُ مَن فِي رَيبِهِ وُلِدَا؟
فَصِرْتَ فِي كَفِّيَ المَمدُودَةِ الزَّبَدَا
لَكِنْ طَريقُكَ عَنْ خَطوِي قَدِ ابتَعَدَا
حُمَّى الظُّنُونِ كَنَارٍ تُلهِبُ الخَلَدَا
تَربُو لَدَيكَ وَتَمضِي لِلأُفولِ غَدَا
لَا زَالَ يُزجِي إِلَيكَ الحُبَّ مُتَّقِدَا
وَأَنتَ تَعلَمُ أَنِّي لَمْ أَخُنْ أَبَدَا
فَكَيفَ تَطرُدُنِي مِنْ حِضْنِهِ نَكِدَا؟
هَل خَانَ وُدَّكَ، أَم غَادَرْتَهُ غَرِدَا؟
غَيرِي، وَهَل عَرَفَتْ غَيرِي لَهَا رَصَدَا؟
مِنَ الظُّنُونِ، وَغَيرَ الصَّدِّ مَا وَلَدَا
وأُذْعِنُ العُمرَ إِخلَاصًا لَهُ سَجَدَا
مِنَ الوِدَادِ كَأَنَّ البَينَ قَد وَرَدَا
هَل فِي الغِيَابِ سُكُونٌ صَارَ مُعتَمَدَا؟
تَحتَ الرَّمَادِ، وَلَا تَحسَبْهُ قَدْ خَمَدَا
فَاذْرِفْ دُمُوعَكَ، هَذَا البَابُ قَد وُصِدَا!
فَلَا تُفَتِّشْ بِقَلبِي، مَاتَ إِذ وَجَدَا!
نَحوَ اليَقِينِ، وَلَكِنْ خَابَ، مَا عَقَدَا
لِكَي أَبُوحَ بِهَا، إِنْ آثَرَتْ مَدَدَا
هَدَّتْ بِأَشرِعَتِي، وَالحُبُّ قَد جَمَدَا
فَلَمْ أَجِدْ فِي مَدَى الآفاقِ لِي بَلَدَا
وَصَارَ فِي قَبضَةِ الذِّكرَى، فَكُنْ جَلِدَا
رِيحُ الجَفَاءِ وَخَابَ اليَومَ مَنْ جَحَدَا
فَاليَومَ تَسأَلُ عَنْ طَيفٍ مَضَى وَغَدَا!
نَحوَ الأَمانِ، أَحُوزُ الكَونَ مُنفَرِدَا
أَفنَى الحَيَاةَ، بِدَارِ الشَّكِّ مَا رَقَدَا
17
قصيدة