سأُعلنُها
بعد ذاك الطريقِ الطويلِ
الذي قد قطعنا
وبعد تسرُّب تلك الليالي
التي راودتْنا كثيراَ
لأن نتحسَّس وجهَ البشارةِ
حين تُهلُّ
وأن نتتبع رائحـةَ الصحوِ
حين يُلَوِّحُ
لكننا قد أضعنا..!!
وبعد الذي
كان يأملُه غَدُنا المُرْتَجَىَ..
أن نؤثِّث للحبِّ أعشاشَه... فوق أنقاضِ هذا المساءِ
نؤثِّثُ للحبِّ أعشاشَه...
في زوايا العيون الرمادِيـَّةِ المُجْتَلىَ
وفي خَفقَة الأبجديَّةِ ..
إن غيَّبتْها سجونُ التلَجْلُجِ ...
أو يرشدُ الحبُ
أفرَاخَه الزاغباتِ
إلى نقطةِ الضعف فينا
إذا استغلقتْ في عنادٍ...
طَلَاسِمُ هذي الخلايا..
وأقفالُ هذي الصدورِ..
التي قد صنعنا!!
فيا غدَنا المُتَسَلِّلَ مثلَ الغريب إلى أمْسنا
إنَّنا ما استطعنا!!
★ ★
بشكلٍ يليقُ
سأعلنها مثلُ صفصافةٍ
تشتهي دِفْءَ نايٍ
يضمِّــد تلك الغصونَ النوازفَ
صفصافةٍ
تستحقُّ كثيراً من الحبِّ..
صفصافةٍ..تستحق الحياة
تحاول أن تستعيدَ...
اخضرارَ الضلوعِ ..رفيفَ الفراشِ..هديلَ الحمامْ
أُحرِّرُ نفسي ...
من الاستِعارات والذكرياتِ
إذا ما تجلَّى على الأفق..
برْقُ الكلامْ
أحرِّرُ نفسي
فيسقطُ هذا المناخُ
المُغَطِّي تفاصيلَه بالتجمُّدِ ...
عن كلِّ غصنٍ تعذَّبْ
أحاول بسْط النهايةِ..
كيْ تدركي الآن..أنَّا سقطْنا!!
وما عدتُ أذكرُ...
بعض تفاصيلِ هذا السقوطِ
فما كنتُ..
طِيْلة َهذا الطريقِ الطويلِ...
سوى آدمَ المُثْخَنِ القَدَمانِ...
المُحَاصَرِ بين شظايا الخطيئةِ منذ ابتداءِ خطاه..
وبين سياط التندُّم...
حين تَغَرَّبْ
وأنتِ...
ككلِّ النساء اللواتي يراوغْن..
هذي الضلوعَ العطاشَ
ويُنكرْن...
رائحـةَ الشوق..
من ياسمين الأُنوثةِ
إذْ يَتَوَثَّبْ
وَلَسْنَ يُجِـدْن ...
التمدُّدَ في الأحرفِ المَخْمليَّة
لسْنَ يُجِدْن التعرِّي المُهَذَّبْ
31
قصيدة