الديوان » عبد الله الأخرس » أَرى جَهلاً يَعُمُّ الأَرضَ حتّى

عدد الابيات : 22

طباعة

أَرى جَهلاً يَعُمُّ الأَرضَ حَتّى

أَضاعَ الجاهِلونَ العِلمَ مِنّي!

فَبُعداً للمدينَةِ كُلُّ شَيءٍ

بِها يَدْعُوْ الَّلبيبَ لِكُلِّ غَبْنِ

أُصاحِبُ مُرغَماً مَنْ لستُ مِنهُمْ

كأَنّي بَينَهُمْ أَحيا بِسِجْنِ!

و جِسْمي بَينَهُمْ لكِنَّ فِكْري

يُحَلِّقُ في خَيالاتي و فَنِّي

إِذا ما قُلتُ صِدْقاً كَذَّبُوهُ

و قالوا قدْ أُصِبتَ بِمسِّ جِنِّ!

فَكمْ أُخفي الحَقائِقَ في فُؤادي

و أُمسِكُ حِكمَتي عَنْ كُلِّ أُذْنِ!

و أَعلَمُهُمْ إِذا ما قالَ قَولاً

دَهى سَمعي بِلَحنٍ تِلْوَ لَحْنِ!

فَلا تَسأَلْ عَنِ الجُهّالِ فيهِمْ

فإِنَّ حَديثَهُمْ يُشْقي و يُضْني!

و أَدْهى مِنهُمُ رَبَّاتُ خِدْرٍ

يَمِسْنَ بِفِتنَةٍ في كُلِّ رُكْنِ

و أَسْهُمُ لَحظِهِنَّ عَليَّ تَتْرى

فَمِنْ جَفْنٍ يُراوِدُني لِجَفْنِ!

و قلبي وَيحَهُ ضِدٌ لِعَقلي

يُمَنِّيني .. و يَغرَقُ في التَّمَنّي

يَقولُ أَضَعتَ عُمرَكَ في خَيالٍ

تُفتِّشُ فيهِ عَنْ جَنّاتِ عَدْنِ

و ها هِيَ ذي فَراديسٌ تُناديكَ

فانهَلْ ماءَها و ثِمارَها اجْنِ

و خُذْ ما تُبصِرُ العَينانِ و اتْرُكْ

خَيالَكَ .. أَنتَ فوقَ الرَّملِ تَبْني!

فَما الدُّنيا سِوى أَحضانِ أُنثى

و أَشعارٍ تُصاغُ لها و دَنِّ

و قالَ العَقلُ لا ! ما هُنَّ إِلا 

سَراباً خادِعاً يَفنى و يُفْني! 

فَكُنْ كالفَيلَسوفِ و لا تُبالي

بِأُنثى مَيْتَةٍ مِنْ غَيرِ دَفْنِ!

فَأَينَ أَفِرُّ مِنْ جَهلِ البَرايا

و مِنْ قلبي و عَقلي ثُمَّ مِنِّي! 

و لمْ أَقرَبْ وُحوشَ الإِنسِ إِلا

لِقُوتٍ أَبتَغيهِ ليسَ يُغْني

و لَولاهُ هَجَرتُ الناسَ طُرَّاً

لِقَفرٍ أَختَلي فيهِ بِحُزني

أُصادِقُ وَحشَهُ و أَعيشُ حُرّاً

طَليقاً في سَماواتي و فَنّي

فَقُربُ الإِنسِ أَصْلٌ في شِقائي

و حَسْبي أَنْ يَغيبَ الإِنسُ عَنّي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الله الأخرس

عبد الله الأخرس

157

قصيدة

المولد سورية / حلب الشهباء / تاريخ 2/2/1987 تعلقت بالشعر منذ طفولتي قرأت وحفظت الكثير من الشعر العربي ثم بدأت كتابة الشعر منذ حوالي 15 سنة تقريبا ولي مشاركات بقصائد مطبوعة في بعض الأعمال و أ

المزيد عن عبد الله الأخرس

أضف شرح او معلومة