ازعتْ فكرتي والعقلُ في جدلِ 

 كأنَّ بينهما حربٌ بلا مَلَلِ  

قالَ العقولُ دليلُ المرءِ إن فَطِنَتْ 

 فقلتُ: لكنَّها تُردي إلى الزللِ  

كم زَيَّنَ العقلُ دربًا لا أمانَ بهِ 

حتى غدا القلبُ في آلامهِ يَصطَلي  

وقالَ: لا تتبعِ الأشواقَ، إنَّ بها 

 بحرًا مريبًا عميقَ الوَهمِ والخذلِ  

فقلتُ: دعني، ففي الأشواقِ متَّسعي 

 وما العقولُ سوى قيدٍ بلا أملِ  

العقلُ يحسِبُ أنَّ الحزمَ مَنجاتُنا 

 والقلبُ يلهو كطفلٍ عاشَ في جَذَلِ  

يا أيُّها العَقلُ، لا تعجَبْ إذا احترقتْ 

 أفكارُنا بينَ نارِ الشوقِ والجَدَلِ  

فالعقلُ يَدعو إلى دربٍ نُسائِلُهُ  

والقلبُ في العشقِ يمضي دونما خَجَلِ!