لم آتِ يوماً للكويتْ
لكنْ أحسُّ بأنَّ لي امرأةً، وأصحاباً بها
وطفولةً جذلى وبيتْ
أترى تُحِسُّ بما أحسُّ بهِ الكويتْ ؟
فالبحرُ يعرفني
وإيقاعُ الشوارعِ في المساءْ
ومقاعدُ المقهى المحرّقة القديمة والهواءْ
والرملُ في خللِ الرصيفِ إذا مشيتْ
سأظلُّ منعقداً هنا
في حاجبٍ كثٍّ طويلْ
وأظلُّ دمعاً قبل أن يُبكى يسيلْ
وأظلُّ كِبراً في شفاهٍ لا تُقَالُ ولا تقولْ
للشعرِ أصواتٌ هنا
ما بعدُ دنّسها فَمُ
وأظافرٌ عاجيّةٌ وملامحٌ لا تُرسَمُ
ويَدٌ لرقّتها بلا قصدٍ تُمَدُّ فَتُلثَمُ
حولي العيونُ قصائدٌ
لم يكتشفها شاعرُ
تُعطي وتأخذُ تطمئنُّ تُحَاذِرُ
وأنا وحيدٌ مثلُ بيتْ
هي ما اكتفتْ منّي ومنها ما اكتفيتْ
54
قصيدة