لما التقينا في المساءْ
ناراً مؤجّجةً وماءْ
كنتُ الرجالَ جميعهمْ
كنتِ النساءْ
عيناكِ لونهما بلا لونٍ
فكيفَ إليهما اهتدتِ السماءْ ؟
واريتُ قلبي في ظلامِهما
فلمّا أنْ تعانقنا على وجهي أضاءْ
منذ اقترفتكِ أشتهيكِ مآثما
يا من كتبتكِ في الغيابِ قصائداً
علّقتُها في معصميكِ تمائما
لا شيءَ يكفينا إذا كنّا معاً
لا أنْ أريقكِ داخلي
لا أنْ أراقَ على تقوّسِ حاجبيكِ غمائما
لا شيءَ يكفينا لنشرحَ ما بنا
ونطير في رئةِ الكلامِ حمائما
يا من يحدِّدُ شَعرُها طولَ القصيدةْ
وتُراقبُ الكلماتِ أطفالاً لها
أُمّاً تنامُ بلا أنوثتِها وحيدةْ
سأظلُّ أقبسُ
منكِ تحت الريحِ نارا
وأظلُّ ألمعُ فيكِ نجماً بَعْدُ لم يركبْ مدارا
كوني لي البحرَ المعلَّقَ في المدى من كاحليه
أكونُ صاحبتي الفنارا
54
قصيدة