يا غابةَ الشهواتِ يا امرأةً

فيها إذا ما ضقتُ أتّسِعُ

يا من إليكِ بكلِّ عاطفتي

كالريحِ بالكثبانِ أندفعُ

لم تبقَ في عينيّ أمنيةٌ

إلا على عينيكِ تلتمعُ

أشياؤكِ الصغرى مُغلّفَةٌ

فمتى أفتّحُها وأنتزعُ ؟

إنّي أريدكِ في الخيالِ كما

عند الحقيقةِ حينَ نجتمعُ

وأريدُ أنْ نبقى معاً أبداً

مهما يُقَلّمُ برغبتي الطمعُ

يا من إذا عضبتْ وإن رضيتْ

بادٍ على أحداقها الولعُ

ما ثَمَّ واحدةٌ أحسُّ إذا

عنّي مضَت يمتصّني الهلعُ

إلّاكِ يا من في أنوثتها

كلُّ الّذي بالنحتِ يُبتدَعُ

هل نلتقي؟ هل تدخلينَ إلى

لحمي كما للشاطئ البجعُ

إنّ الذي ما بيننا حلوٌ

ومعقّدٌ يهوي ويرتفعُ

إنّي وصلتُ إليكِ يتبعني

ماضٍ لهُ لم يبقَ مُتّسَعُ

فلتغمضي عينيكِ عنهُ فقد

من صورةٍ يتسللُ الوجعُ

يا من أنوثتُها تحدّثني 

ويدي إلى النهدينِ تستمتعُ

خلّي الحديثَ يطولُ ساعاتٍ

فلكم بهِ أحتاجُ أقتنعُ

إنّي تصنّعتُ الهوى زمناً

والقلبُ حينَ يملُّ يصطنعُ

وسئمتُ من حبٍّ أكرّرهُ

ما إنْ يكادُ يطيرُ بي أقعُ

إنّ الطريقَ إليكِ غامضةٌ

وأخافُ إنْ تابعتُ تنقطعُ