الديوان » السعودية » سليمان بن سحمان » إلى الله نشكو إننا بمحلة

عدد الابيات : 61

طباعة

إلى الله نشكو إننا بمحلة

تولى جميع الخير عنها وأبعدا

وسكانها كانوا جفاتاً ولم تكن

تراهم بها إلا غفاةً ورقدا

كسالا عن الطاعات لا متورعاً

تراه بها أو صالحاً متعبداً

وأستغفر الله العظيم لما جرى

على لساني ساهياً أو تعمدا

وليس بها إلا فتى متفرداً

وكان على ما فيه قد صار أوحدا

فتباً لها من بلدة لم يكن بها

كريماً جواداً ساد إلا محمداً

يضل بها الماشي جميع نهاره

وليس يرى إلا إماء وأعبدا

وماء أجاجاً مالحاً غير صالح

وجوجاً غرابيباً كساتاً وجردا

فيا رب عجل بالرحيل فإنني

أرى غيرهم بالخير أحرى وأسعد

فما هو إلا الهم والغم والأسى

على القلب أروى جذوة فتأقدا

فليست قرى الأفلاج يوماً بمنزل

ولا المكث فيها موئلاً لي ومقعدا

وقد ساءني من بعض أخلاق أهلها

أموراً رابتني فأبديت منشدا

تغير من كنا نسر بقربه

وعاد زعاقاً بعد أن كان موردا

وعذباً زلالاً للأوام ومنهلاً

فوارده يشفي من العطش الصدا

ولله أصحاب وألف ومعشر

إذا ذكروا نسموا إلى النجم مصعدا

بهم ضل قلبي مستهاماً مولعاً

تأجج في أرجائه ما تأقدا

أبيت أراعي النجم من وله بهم

وأصبح مشغوفاً بهم متوجدا

بهم كنت أسلو إن عرى الهم مرة

وأعضل خطب مضفع أو تلددا

ولله من سوح الرياض محلة

رأيت بها من أهلها من تعبدا

وفيها من الطلاب للعلم عصبة

وقد كان فيها من ذوي العلم مرشدا

وفيها ذوو خير وأصحاب حسبة

لأمر بمعروف ونهى عن الردا

وأهل جهاد باذلون نفوسهم

لقتل ذوي الأشرار ممن تمردا

فيا أيها المزجى قلوصاً عرندساً

تجوب فيافي البيد وخدا ومسئدا

تحمل هداك الله مني تحية

إلى الألف والأصحاب مثنى وموحدا

وأزكى سلام يفضح المسك عرقه

هدية مشتاق على البعد والمدا

سلام محب أرق الشوق جفنه

وأمسى على ما فاته متوجدا

يحن إليكم كل آن وساعة

ويذكر من تلك المناهل موردا

مناهل قال الله قال رسوله

وأقوال أهل العلم والدين والهدى

لقد طاب مسعى من سعى في اعتلائها

وقوم منها ما التوى وتأودا

وأعلى منار الحق بالحق معلنا

فأصبح من بعد الوهاد مشيدا

أولئك هم أبناء شيخي وشيعتي

وهم أنجم تهدي لمن سار فاقتدا

بهم أظهر الله الهدى بعد ما عفا

من الأرض فاستعلى بهم وتمجدا

ففازوا بما حازوا من الخير واحتووا

لعمري لقد طاب فروعاً ومحتدا

وقد ظن بعض الناس أني عنيتهم

جميعاً وكان الظن ظناً مفنداً

فلم أعنهم جمعاً وإن كان بعضهم

أساء بنا ظناً فقالا وشددا

وقاما وجدا واستجاشا ذوي الردى

لكي ينشدوا فينا قصيداً تمردا

بزورٍ وبهتان وظلم وفرية

فلم يجدا والحمد لله مسعدا

ولو أسعدا ما كان منا لثلبهم

سبيلاً فما كنا كنم قال واعتدا

وشيتمنا تأبى المكافأة بالردى

على فعل خير سابق كان قد بدا

لأنهما من خير قوم ومعشر

كرام ذوي فضل وكانوا ذوي ندا

وقد أحسنوا فينا جوار وموئلا

فكيف نجازي من أساء وفندا

ولو أسعدا كنا لمن كان مسعدا

من الغاغة النوكا ومن قال منشدا

سماماً ومرصاداً بكل كريهة

تمض الألباب العداة ذوي الردا

وكانا لدينا في أعز صيانة

مراعاة حق واجب قد تأكدا

ووالله ما كان قصدنا جمعيهم

بسوءومكروه فهل كان أوبدا

ولكنهم ظنوا لسوء فعالهم

بنا أن نكافيهم ونبدي التوعدا

وحاشا وكلا إن ذاك لفرية

ووهم وبهتان وظلم تعمدا

ففيهم أناس لا أخيس بعدهم

وقد كان لي منهم إخاء مؤكدا

ولم أر منهم جفوة أو مقالة

تؤثر ظناً بالأحبة مفندا

ومن عادتي والحمد لله وحده

إذا أساء الظن بي من تلددا

أغض عن العوراء طرفي وإنما

لكل امرئ من دهره ما تعودا

إذا كان من صحبي وقومي وشيعتي

ولا كان زنديقاً ولا من ذوي الردى

ولا كان لي فيما أظن خطيئة

لديهم بها عابوا وعاثوا تمردا

سوى أنني لما ذكرت محمداً

بشيء من المعروف والجود والندى

وقد كان يلقانا بحسن طلاقة

وبشر وتكريم داوماً وسرمدا

وما كان شخاً غيره في بلاده

بهذا الصنيع المرتضي قد تجردا

أيحسن منا بعد هذا انتفاضة

وجحداً لما أبدى وأسدى من الندى

فهذا الذي قد غاظهم وأمضهم

فقالوا بنا ما ليس فينا تمردا

ولا لوم ي هذا فما قلت منكرا

من القول أو قلت المقال المفندا

ولا قلت يوماً أنه كان عالماً

ولا فاضلاً أو زاهداً متعبدا

نقياً تقياً في جميع أموره

ولكنه في قومه كان أوحدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان بن سحمان

avatar

سليمان بن سحمان حساب موثق

السعودية

poet-suleiman-ban-shmaan@

144

قصيدة

4

الاقتباسات

349

متابعين

سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر الخثعمي النجدي الدوسري وُلد في قرية السقا (بتخفيف القاف) من أعمال ...

المزيد عن سليمان بن سحمان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة