سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر الخثعمي النجدي الدوسري وُلد في قرية السقا (بتخفيف القاف) من أعمال أبها في منطقة عسير عام 1266هـ الموافق 1850م. انتقل مع أبيه إلى الرياض في عهد الإمام فيصل بن تركي، حيث تلقى العلم عن علمائها في التوحيد والفقه واللغة. تولى الكتابة للإمام عبد الله بن فيصل لفترة وجيزة، ثم تفرغ للتدريس والتأليف. أُصيب بالعمى عام 1912م، وتوفي سنة 1349هـ الموافق 1931م في الرياض.
لابن سحمان العديد من المؤلفات التي تنوعت بين الفقه والعقيدة والردود على المخالفين، منها: نظم ما انفرد به ابن تيمية، ونظم اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية، وتميز الصدق من المين في محاورة الرجلين، وكشف الأوهام والالتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس، وفتييان تتعلقان بتكفير الجهمية، وإقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل، والبيان المبدي لشناعة القول المجدي، والصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية، والضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق (رد على كتاب جميل صدقي الزهاوي)، وتنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة، وكشف الشبهتين، وكشف غياهب الظلام عن أوهام جلاء الأوهام، ومنهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع، والهدية السنية، وتبرئة الشيخين، وإرشاد الطالب إلى أهم المطالب، ورسالة في الساعة (بيان أنها صناعة لا سحر)، والفتاوى.
تعد مكانة ابن سحمان الشعرية أقل عند مقارنته بشعراء عصره مثل ابن عثيمين وابن مشرف، حيث لوحظ في شعره بعض الأخطاء اللغوية واستخدام الألفاظ العامية. ومع ذلك، تميز شعره بالغزارة والتنوع الموضوعي، وحرارة العاطفة، والحماسة. لم يكن شاعراً يسترزق بشعره أو يستجدي الحكام، بل كان شعره يعبر عن قناعاته ودعوته. له ديوان شعري بعنوان: عقود الجواهر المنضدة الحسان مما أنشأه الفقير إلى ربه المنان سليمان بن سحمان. يتناول أول ثلثي الديوان الدفاع عن الدعوة السلفية والردود على المخالفين، بينما ضم الثلث الأخير أغراضاً شعرية أخرى مثل المديح والشكوى والرثاء.
يُعتبر سليمان بن سحمان من أبرز علماء نجد في عصره، حيث ترك إرثاً علمياً غنياً يشمل الفقه والعقيدة والشعر. كان له دور بارز في الدفاع عن الدعوة السلفية ونشر العلم، كما تميز بأسلوبه الحاد في الرد على المخالفين. رغم إصابته بالعمى في آخر حياته، استمر في العطاء العلمي حتى وفاته.