على الحبر بحر العلم بدر المنابر

وشمس الهدى فليبك أهل البصائر

وأية عين لا تشج بمائها

عليه كشج المعصرات المواطر

فلا نعمت يوماً ولا قلب قالئ

خلي من الأشجان ليس بغائر

فوا لهفاً من فادح جل خطبه

وثلم من الإسلام أحد الفواقر

وزرء فظيع بل مريع ولائع

بشمس هدى أضحى نزيل المقابر

يعز علينا أن نرى اليوم مثله

لحل عويص المشكلات البوادر

وللشبهات المعضلات وردها

إذا ما تبدت من كفور مقامر

فلله من حبر تصعد للعلى

فحل على هام النجوم الزواهر

ولله من حبر إمام وبلتع

يعوم بتيار من العلم زاخر

ويقفو لآثار النبي وصحبه

يجدد من منهاجهم كل دائر

ويحيي علامات من العلم قد عفت

ويعمر من بنيانه كل دامر

إمام تزيا بالعبادة فاستما

بها وارتقى مجداً سمى المظاهر

لقد كان أما في السماحة والندى

فليس له في عصره من مناظر

وفي الحلم قد أضحى لعمرك آية

وفي العلم ذو حظ أطيد ووافر

تقي نفي ألمعي مهذب

أيب رسيب الجأش ليس بطائر

وبدر منير يستضاء بضوئه

إذا ما أجنت حالكات الفواقر

لئن كان قد أضحى له القبر منزلاً

وأقوت رباع من حماة أساور

لقد كسفت للدين شمس منيرة

يغطي سناها كل باغ وكافر

فوا حزنا إن كان إلاَّ بقيت

تخلف من بعد الهداة الأكابر

فسار على منهاجهم واقتفائهم

على المنهج الأسنى على المفاخر

وارتج أفواه العدا فهي خرس

وأشرج من مفتوقها كل كاشر

فلاذ بإضلال وابتداتع برائم

سبيلاً إلى تشكيكه كل قاصر

لقد عاش في الدنيا على الأمر بالتقى

ونهى الورى عن موبقات المناكر

يجاهد في ذات الإله ولم يكن

لتأخذه في الله لومة ساخر

فلا مذهب عن منهج الحق صده

ولا ذهباً يبغي كفعل الأخاسر

ولكنما مطلوبه عن منهج الحق صده

ولا ذهباً ما قد سنه خير آمر

فأضحى رهيناً في المقابر آويا

وصار إلى رب كريم وغافر

لقد صابنا صاب من الحزن مفجع

لن طرق الناعي بفخر المحاظر

وأرق جفن العين خطب عصبصب

يضعضع من ركن الهدى كل عامر

فجالت لنا الأشجان من كل جانب

وأظلم من نجد سطيع الدساكر

وأصبح منهد القواعد موحشاً

وقد كان معموراً سمي المفاخر

فصبراً بني الإسلام صبراً فإنما

يعد جزيل الأجر حقاً لصابر

وللعلم فليبكي ذوو العلم والنهى

فقد غيبت أعلامه في المقابر

ولم يبق إلاَّ رسمه فهو دارس

خفي على السلاك من كل سائر

لعمي لقد قوى من الأرض وانقضى

فصبوا من الأجفان مع المحاجر

ويا أيها الإخوان لا تسأموا البكا

على علم الأعلام بدر المنابر

فما حمد بالعلم إلاَّ متوج

حميداً لمساعي مشمعل المآثر

عليم بفقه الأقدمين محقق

وقد كان ذا علم بفقه الأواخر

وقد حاز في علم الحديث محلة

تسامى بها فوق النجوم الزواهر

وبالسلف الماضين كان اقتفاؤه

من القول بالفتوى وقطع التشاجر

وفي كل فن فهو للسبق حائز

فضائله أعيت على كل حاصر

وحسبك أن قد صار مشهور فضله

سميا شهيراً بين باد وحاضر

تغمده المولى الكريم بفضله

ورحمته والله أقدر قادر

وأسكنه بحبوحة الفوز والرضى

مع الصالحين الطيبين الأطاهر

وزال هطال من العفو والرضى

مدى الدهر في أصالها والبواكر

على قبره يهمي فذو العرش مجده

أبروا على أن يحاط لحاصر

وصل إلهي كلماه ذر شارق

وما انهلت الجون الغوادي بماطر

وما هتفت ورقاء في كل أيكة

وما أم بيت الله من كل ضامر

على المصطفى الهادي الأمين محمد

وأصحابه والآل أهل المفاخر