أقول نعم هذا هو الحق والهدى

وعن وصفه بالحق لا أتلعثم

ون حاد عن هذا وقال سفاهة

طريقة جهم والمريسي أسلم

فقد حاد عن نهج الشريعة واعتدى

وضل على الحق الذي هو أحكم

فأشهد أن الله جل ثناؤه

على عرشه والله أعلى وأعظم

وأشهد من الله ليس كمثله

شبيه ولا مثل ولا كفو يعلم

فمن جحد الأوصاف لله ربنا

ونزهه عن كونه يتكلم

ومن كونه فوق السموات قد على

على عرشه فهو الكفور المذمم

فليس بتجسيم ثبوت استوائه

على عرشه لكما الفوق يفهم

ويعلم من نص الكتاب وسنة

لأفضل خلق الله من هو أعلم

أليس على هذا صحابة أحمد

وأهل الحجى لو كنت ويحك تفهم

فإن لم يكن ما بلغوه هو الهدى

فمن ذا الذي منه الهدى يتعلم

أولئك هم أهدى سبيلاً ومنهجا

وإن لم يكونوا المهتدين فمن همو

أجهم بن صفوان اللعين وحزبه

وأتباعه من هم أضل وأظلم

أم الحق ما قال الفلاسفة الأولى

ومن صار فيما أصلوا يتكلم

أولئك في بحر الضلالة قد هووا

وهم في موامي الغي والبغي هوم

فسار على منهاجهم في ضلالهم

زنادقة من بعدهم حين أوهم

بتنزيهه فيما يرون وقصدهم

هو الكفر والتعطيل والقوم قد عموا

بإلزام أهل الحق بالبغي والهوى

لوازم لا ترضى ولا هي تلزم

وإلزامهم ما ألزموه تعنت

وبغي وإلحاد وأفك وماثم

وما ذاك إلا أنه ليس عندهم

إله بهذا الوصف حقاً يعظم

وما هذه الأوصاف إلاَّ لمن له

صفات وجسم وهو عنها يفخم

فإن كان تجسيماً ثبوت صفاته

لديكم فإن اليوم عبدٌ مجسم

فسبحانه عن إفكهم وضلالهم

وطغيانهم فالله أعلى وأعظم!

فلله وجه بل يدن حقيقة

ويغضب بل يرضى ويعطي ويرحم

ويضحك ربي من قنوط عباده

ويفرح إن تابوا أو يولي وينعم

وكلم فيما قد مضى من عباده

لمن شاء منهم قائلاً ويكلم

سميع بصير ذو اقتدار ورفعة

ويعلم ما نبدي جهاراً ونكتم

وينزل شطر الليل نحو سمائه

ويصعد والرحمن أعلى وأعظم

كما شاء سبحانه وبحمده

وسوف يجي يوم القيامة يحكم

ويفصل بين الخلق يوم معادهم

بيوم به تبدو عياناً جهنم

ونؤمن أن الله جل ثناؤه

يرى ويرى يوم الزيد وينعم

إلى غير ذا من كل أوصافه التي

بها نطق القرآن والكل محكم

وصحت به الأخبار عن سيد الورى

نقول بها جهراً ولا نتلعثم