بنفسك أشجان برتك عظامها
وصابت صميم القلب قصداً سهاما
فأجرت ينابيع الهموم كلامها
أعلى المنازل إذا عفت أعلامها
تهمى الدموع كأنما سجامها
لما وقفت بربع ذي مستوضح
كالمسك ينضج مستم في مطح
عن شاتم متفحص مستبرح
ودق السحائب إذ هما في صحصح
والحلى أوها سلكها نظامها
إن المحب وإن نأى من شأنه
يهمي الدموع على انقضا أوطانه
وشتات شمل كان من إخوانه
أو ما يثوب القلب عن أحزانه
والنفس تفتر ساعة آلامها
او قد دهيت بهم خطب شاجن
للقلب يظهر كل وجد كامن
بل يستبيك بكل أمر فاتن
من ذكر كل غزالة أو شادن
غيداء يذهب بالسقام كلامها
تشقى المحب وتدنه من حينه
إذ تسقه من عانق في دنه
حتى يرى كشاحب في لونه
تبي العقول بلفظها من حسنه
حتى تزول بطيبه أحلامها
لمياه تسفر عن محيا مشرق
يشفي الصداء بقلب خل مشفق
حوراء تخلف كل وعد موثق
وتريك وجهاً كاملاً في رونق
كالبدر ليلة إذ وفى إتمامها
تبد وإليك بعين ريم إن رنت
في حاجب كالنون يزهر إذ أتت
في منظر للشمس يخجل إن بدت
ونظيد ثغر كالأقاحي أزهرت
في حر رمل أقلعت أهامها
تجلو الهموم عن الفتى لو أنه
يسلو الفؤاد بقربها لكنه
يكو الصدود حدساً يرقبنه
وتخال شهداً ريقها أو أنه
صرف المدام تطاولت أعوامها
كم للأوانس من قتيل هالك
يسلبن لبته بطرف سافك
لم المحب وحسن قد فاتك
والفرع يشبه جنح ليل حالك
غض النهود لطيفة أحجامها
إن المحب وإن سلى لن يهتوي
غير الذي للحسن يوماً محتوي
والغير يأتي قلبه أن ينتوي
هلا تفيق من البكا أو ترعوي
هيهات تندب من عفت أعلامها
إن الديار وإن عفت قد طالما
هام الفؤاد بذكرها لكنما
ذكر الرسوم يهيض هماً قد كما
فدع الديار وذكرها فلربما
يسلو الفؤاد وتنجلي أهمامها
بل قد دهتك حوادث قد صادمت
كل الأنام وألبت بل زاحمت
قلب والمحب ولبه قد خامرت
وإذا الهموم تناصرت وتوافرت
وأناخ نحوك للخطوب عظامها
فاربأ بنفسك عن هوى وهنانة
كالغصن يشرخ مائساً من بانة
وارحل هديت فليس من سلوانة
فاجلي الهموم يضامر عيرانة
عوجاء عندل كالمنار سنامها
تطس الكام بمبسم في حالة
يشفي البريد ذميلها هلواعة
موارة غب الرزايافة
مثل الفينيق عرندس شملالة
يغري الهجير بهوجل أجذامها
خرقاء تقطع كل خرق لم يرع
قلب البريد عثارها بل لم تشع
الأيمين معابة فيها تزع
فيها أزح عنك الهموم ولا تطع
قول العداة قد انبرت لوامها
واجلس هديت بكور وجنا جلعد
مثل المهاة يروعها في مرصد
أحد الرماة بصوت سهم مصرد
حتى تنيخ من الرضاض بمسجد
يأوي إليه من الورى أعلامها
لن تلق إلا معشراً قد غايروا
كل الأنام وليلهم قد سامروا
كل الفنون بمسجد قد صابروا
من قارش وكاتب قد هاجروا
من كل فج للرشاد مرامها
إني ذكرت معاهداً قد فلها
طغى البغاة فبادها من حلها
حتى عفت يا ليت شعري من لها
فتعاهدن تلك الرسوم لعلها
بعد الشتات تراجعت أيامها
وتمحضت عن كل باغ قد دى
منه الهداة شوارد لما اعتدى
وتضالت تلك المظالم والردى
وتقشعت عنها الشرور وقد بدى
بها السرور وشيدت أعلامها
وتمزقت تلك البوادي فانجلت
عنها الغياهب بعد أن قد أظلمت
بطغائهم وشرورهم لما علت
وتطالعت فيها السعود وأدبرت
عنها النحوس وأسفرت آطامها
وتطهرت من كل باغ مجرم
بدها الأنام بكل أمر معظم
فلعلها قد أسفرت عن مظلم
وتبدلت بعد الكساد بأنعم
شتى فطار غبارها وقتامها
وعلت بها أهل الهدى وتآلفت
بعد الشقاق قلوبهم واستأنست
لما خلت أوطانهم ممن قلت
وسمى بها بدر السرور فأشرقت
تلك الربوع وأقلع أظلامها
ولعلها من كل حبرٍ مرشد
للطالبين وكل ذي مسترشد
قد أصبح محروسة عن ملحد
ورست بها أطواد شرعت أحمد
وتأطدت بعد ألوها دعامها
تلك الديار فلا عفت من قاطن
يأوي الهداة ويحمها من طاعن
يدها الأنام بكل فدح شاجن
فعلى الرياض ومن بها من ساكن
أزكى التحية ما هما سجامها
واخصص بذلك كل خل حافظ
للود حقا ما انتكا من غائط
بل لا يعارض وده من ناقظ
وتكاشفت سمر البروق بعارض
يحكي الغياهب في الظلام غمامها
عدد النجوم وكلما قد أرفلت
عيس تخب بكل فج أعملت
يطوح المطاوح سيرها مهما خذت
وتناوحت هوج الرياح وأسجعت
تبكي الهدير على السدير حمامها
فاحمل سلام متيم وأخصص به
تلك الديار ومن بها من ظربه
إذ هم مناة حقيقة فاعلم به
وعلى الرسول وآله مع صحبه
نهدي الصلاة مع السلام ختامها
سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر الخثعمي النجدي الدوسري وُلد في قرية السقا (بتخفيف القاف) من أعمال ...