الديوان » السعودية » سليمان بن سحمان » يا من يريد طريقة تدنيه من

عدد الابيات : 73

طباعة

يا من يريد طريقة تدنيه من

رب العباد بصالح الأعمال

وتقيمه للاستقامة بعد في الأ

حوال والأعمال والأقوال

وكذاك توصله إليها إن يكن

ذا همة لمواقع الأفضال

هي أن ترد تحصيلها شيئان أما

الأول المقصود في الأمثال

حفظ الخواطر بالحراسة ثم كن

حذراً من التفريط والإهمال

بل لا تكن مع الخواطر غافلاً

مسترسلاً في مدة الإمهال

او مؤثراً كل الفساد بأسره

منها يجيء وليس ذا أشكال

ولأنها للنفس والشيطان بذ

ر في القلوب بغير ما إقلال

فإذا تمكن بذرها من أرضها

بالسقي من ذي الفاجر المحتال

إذ قد يصير بسقيها متعاهداً

والعبد في الغفلات عن ذي الحال

حتى تصير إذا أردت كذا

حتى تصير عزائم الإفعال

ويظل يسقيها ويدمن سقيها

حتى تغل بأخبث الأعمال

هيهات إن الدفع وهي خواطر

لو كان ذاك بأيسر الأحوال

فهناك يصعب دفعها من بعد أن

صارت هناك إرادة الأعمال

وهو المفرط حيث كان خاطراً

شيئاً ضعيفاً غير ذي أحمال

مثل الشرارة هان منها بدؤها

والشأن كل الشأن في الإهمال

حتى إذا علقت هشيماً يابساً

وتمكنت من ذاك بالإشعال

عجز المفرط بعد عن إطفائها

يا خيبة المتكاسل البطال

فإذا أردت طريقة في حفظها

إذ كنت ذا حرص وذا إقبال

فاسمع إذاً أسباباً موصلة إلى

تلك الطريق بأوضح الأقوال

علم بربك جازم من أنه

بالإطلاع وليس ذا إهمال

للقلب بالنظر الذي هو وصفه

والعلم بالخطرات في الأحوال

وكذا الحياء من الإله فإنه

سبب لها بالحفظ والإكمال

وكذاك إجلال له من أن يرى

في بيته المخلوق للإجلال

كالحب والتعظيم جل جلاله

تلك الخواطر تحض بالأغلال

وكذاك إيثار له سبحانه

وهو الغني فجل عن أمثال

عن أن يساكن قلب المربوب غير

الحب للمعبود ذي الأفضال

وكذاك تخشى بعد أن تتولد

الخطرات منك بأقبح الأعمال

فتظل تستعر استعاراً يأكل الإ

يمان من حب ومن إجلال

مع كل ما في القلب من خير فيذ

هب جملة والعبد في إغفال

وكذاك من الأسباب علمك إنما

تلك الخواطر غير ذي إشكال

كالحب يلقى للطيور لصيدها

والعبد مقصوداً لذي الأحبال

يصطاده الشيطان في فخ الردى

والطعم فيه خواطر الإضلال

وكذا من الأسباب علمك أنها

وخواطر الأعمال والأقوال

كالحب والإيمان لن يتلاقيا

في القلب إلا كالتقى الأبطال

بل إن داعي الحب ثم إنابة

ضد الخواطر فاستمع لمقال

من كل وجه والقتال فقائم

حتى يكون الضد ذا إذلال

لو كان قلبك ذا حياة ضره

ألم المصاب فصار ذا إقبال

لكن قلبك في البطالة غافل

ما كان ذا هم وذا إشغال

وكذا من الأسباب تعلم أنها

بحر عميق من بحور خيال

والقلب يفرق بعد ما يدخل به

ويتيه ثم بظلمة الأهوال

فيظل يطلب للخلاص فلم يجد

من ذاك نهج ينج من أوبال

أو ما ترى أن الخواطر كلما

غلبت لقلبك صار ذا إذلال

قد أورثته وساوس ذلك بها

حتى اغتدى بالغير ذو إشغال

عزلته عن سلطانه ومحله

من ذي المحل المشمعل العال

وعليه أفسدت الرعايا كلها

فالملك والسلطان في اضمحلال

ورمته في الأسر الطويل متبلاً

بيد الهلاك يجر بالأغلال

وإذا علمت بأن هذا كله

في الخاطر النفسي ذي الإضلال

فخواطر الإيمان في قلب الفتى

للخير أصل ليس ذا إشكال

فمتى بذرت خواطر الإيمان في

أرض القلوب بغير ما إهمال

من خشية ومحبة وإنابة

وكذا رجاء ثواب ذي الأفضال

وكذلك التصديق بالوعد الذي

ترجوه منه بصالح الأعمال

وسقيتها متكرراً متعاهداً

وحفظتها بالحفظ والإكمال

فهناك تثمر كل فعل طيب

من صالحات القول والأفعال

وهناك تملأ قبله الخيرات و

لطاعات للمعبود ذي الإجلال

وهنالك السلطان في سلطانه

قد يستقر بأكمل الأحوال

وكذا رعيته استقامة رغبة

بعد استقامته من الإضلال

واعلم بأن لابد من شرطين لا

تغتر بالإغفال والإهمال

أن لا تكون لواجب أو سنة

بالترك ذو عجز وذو إغفال

او تجعل الأضداد موضع خشية

الرحمن من حب ومن إجلال

هذا وثاني ذينك الشيئين إن

رمت المقال فخذه بالإجمال

صدق التأهب للقاء فإنه

من أبلغ الأسباب والأعمال

فمتى استعد وكان هذا شأنه

والشأن كل الشأن في الإقبال

انحلت الدنيا جميعاً وانجلت

عن قلبه فاشتاق للترحال

وهناك يخبت قلبه لله جل

الله عن ند وعن أمثال

وغدا بهمته مذيباً عاكفاً

بالقول والأعمال والأحوال

وهناك يحدث همة أخرى بها

يرجو الفلاح بموقف الأهوال

وهناك يولد قلبه بولادة

أخرى كمثل ولادة الأحمال

فتكون نسبة قلبه فيها إلى الأَّ

خرى كهذي الدار بالأطفال

أوليس بطن الأم كان حجابها

هذا لجسم في الدنيا بلا إشكال

فكذا حجاب القلب كان هو الهوى

والنفس من أحراه بالإضلال

وحاصل المقصود أن جميع أعما

ل القلوب وسائر الأعمال

مفتاحها صدق التأهب للقا

وافاتح العبود ذو الجلال

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان بن سحمان

avatar

سليمان بن سحمان حساب موثق

السعودية

poet-suleiman-ban-shmaan@

144

قصيدة

4

الاقتباسات

349

متابعين

سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر الخثعمي النجدي الدوسري وُلد في قرية السقا (بتخفيف القاف) من أعمال ...

المزيد عن سليمان بن سحمان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة