ما زالَ ظِلُّكِ عالقاً بجداري
ما زالتِ جاثيةً بِهِ
ما زالَ جسمُكِ عارِ
ويداكِ من حولي وشَعركِ في يدي
وشعوركِ المرتابُ من أفكاري
غادرتِ لكنْ
ظلّ ظلُّكِ لوحةً
ما دنّسَتها نزوةُ المسمارِ
ما زالتِ في بيتي
على الكرسيِّ فاترةَ العذابْ
وأنا أعدُّ الليلَ، والجُمَلَ القصيرةَ، وانفعالات الشرابْ
أتراه ذنبكِ ؟ ذنبنا ؟ ذنبي أنا ؟
أم أنّهُ ذنبُ الغيابْ ؟
ظلّي بصمتكِ
لا تجيبي فالسؤالُ قد احترقْ
وأظافر الألفاظِ قُصّتْ
لم تعُد تُدْمِي الورقْ
والليل
صرتُ أنامُ كالعمّالِ، كالأطفالِ
غادرني الأرقْ
ما زال ظلّكِ، لم تزالي، لم نزلْ
لكن تعبتُ من الحنينِ
تعبتُ من بذلِ الأملْ
وتعبتُ أحلمُ بالرجوعِ
تعبتُ واهترأت على شفتي الجُمَلْ
فابقي بعيداً
إنني أحتاجُ أبدأ من جديدْ
أحتاجُ أن يبقى الغيابُ ولا نعودْ
أحتاجُ أدخلُ في حياتي مرةً أخرى
لأعرفَ من أكونُ وما أريدْ
فابقي بعيداً حيثُ أنتِ
فقد غفرتُ لكِ الغيابَ
وما اقترفتِ من الوعودْ
54
قصيدة