1
لو أهملتُ رغبةَ يدي في الشرود
لخرّت ساخطةً من أعاليها الخفيّةِ
إلى قيدها القديم
لو أمهلتُهَا لحظةً بعد
لغابتْ في هذيانها
وتلمّستْ في طوَافها الأخيرِ
درباً
من غيرِ رجعة.
2
للحظةٍ تجيءُ من أقاصي نفسي
كأنها تشدّني إلى الداخلِ
أو تفتحُ عينيَّ على صورٍ ضبابيّةِ الدلالةِ والمعنى
للحظةٍ كأنها تفاجئني في استغراقي اليائسِ
ورجائي الطويل
أفردُ احتمالاتي
وأصدِّقُ
هذهِ النبوءة الحالمة.
3
لو أنَّ وجهةً مستحيلةً تلوحُ
أو نقطةً في البعيدِ مُعدَّةً لنظرتي السارِحة
لو مزيداً من اليقَظَةِ تأخذني إلى أماكنَ مُصطَفَاة
وتعبقُ بحنانٍ غريب
أو ملاذاً غامضاً
يجرّني إليهِ مثل التائبِ
أو السائرِ
في نومه.
4
ليس لي إلّا هذه الرعشة الخفيّة من الاطمئنانِ تقول: من طوفانِ الظنونِ سأنجو لأنّي أعوِّلُ على احتمالٍ أغفلتُهُ. مزاجٍ لم أقدّره كما ينبغي، رائحةٍ لم أفهم لغتها، هاجسٍ لم أتبعهُ وبيتٍ لم أستدلَّ إليه. أعوّل على نصيبي من الخطأ، حياتي القصيرةِ إذْ يظلّلها السهو.
5
لو مطراً خفيفاً لا يُنبِّهُ الشاردَ
ولا تقودُ رائحتُهُ الغائبَ
لو احتمالاً ضئيلاً لانهمارِ اللحظاتِ المشغولةِ بنفسها
العينُ الغارقة في وهمها الرخوِ
اليد الهائمة في أماكنها المألوفةِ
والجسدُ الذائبُ
في خدَرِه.
6
ما من نقطةٍ مُسمّاةٍ تعزِلُ الأزرقَ عن الأبيض.
الأزرقُ يتشرّبُ الاحتمالاتِ ويُصدّقها. والأبيض هو شيوعها في السماء. وهذا الانسيابُ السهل بين اللونينِ حالةٌ مستديمةٌ من التخفّفِ ونفضِ الأجنحة.
7
إنّها أهزوجةُ الأماكنِ القصيّةِ من جديد
إذْ تسوقها المنافي متراميةُ الأطراف
وأصوات المبشّرينَ الصادحة
عندها تصبحُ الخطوةُ جديرةً
والارتحالُ
ضروريّاً
مثل النَفَسْ.
8
قصيدة