عدد الابيات : 28

طباعة

أتى مَشفاه بابن بعضُ ناس

يُقاسِي مِن مُصاب ما يُقاسي

وتُثخِنه الجراحُ ، وليس يدري

عن الدنيا ، وتُضنِيه المآسي

وتغمُرُه الدماءُ عَلتْ جراحاً

تساقط مِن (شِماغ) واللباس

وحار القومُ موقفهم عصيبٌ

ونوديَ: هل طبيبٌ أو مُواسي؟

مصابٌ حاله يُضنِي ويُبكِي

أغيثونا ، وخلوا ذي الكراسي

فأين مروءة وجبتْ عليكم؟

فقِيلَ: الدفعُ مشروط أساسي

هي العشرون ألفاً دون نقص

إذا دُفِعتْ نعالجُ أو نواسي

فقال المحسنُ المفضالُ: هذا

مصابٌ عبقريٌ وابن ناس

وما في الجيب مالٌ أو دليلٌ

له حالٌ يبوءُ بالابتئاس

فأنقِذ يا طبيبُ ، وكن كريماً

ولا تكُ عاتياً صلبَ المراس

مع المقدور هذا في استباق

وصار كوردةٍ بعد اليباس

سأدفعُ ما تعينَ بعد حين

أقول صراحة دون التباس

فقيل: الدفعُ ، أو فارقْ وأقصِرْ

فقال: برئتُ منك فيا تعاسي

نزيفُ مصابنا صُنبورُ دمٍ

تحَدَّرَ شاكياً ظلمَ الأناسي

سننقله إلى مَشفى بعيدٍ

ولن يرد الخواطرَ أي ناس

وتبدأ رحلة الإنقاذ ، لكنْ

فنونُ الطب باءتْ بارتكاس

عِزازٌ حاولوا وبكل عزم

ولم يستسلموا لجوى الإياس

ولكنا تأخرنا كثيراً

وضاع الوقتُ في بذل التماس

وأسلمَ روحَه لله طوعاً

بعين أذعنتْ في وسْط راس

وكأسُ الموت دائرة علينا

سنشربُ كلنا من مُرِّ كاس

ودق الهاتفُ المشحون وَجْداً

خطيبته أفاقتْ من نعاس

وقالت: أين يا هذا خطيبي

بصوتٍ كله شجوى حماسي

فقِيلَ: أصيبَ ، ثم قصَدتُ مَشفى

به الدكتورُ قاسي القلب خاسي

أبى أن يُسعِف المسكين عمداً

وكفي عنه ردتْ باحتباس

وكان أبوه مستمعاً ، فأغضى

حياءً ، ثم أوغلَ في المآسي

وقال: قتلتُ – واأسفى وحيدي

لَعاً للمال مِن ذهب وماس

ولم أنقذه ، هل طاشتْ بعقلي

وذاكرتي مُدامُ (أبي نُواس)؟

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1973

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة