الديوان » عمان » أبو الصوفي » اليوم حق لي الهنا

عدد الابيات : 50

طباعة

اليومَ حَقَّ ليَ الهَنا

بَنتِ العُلى لي مَسْكنا

أصبحتُ بالخَلَوات أعـ

ـتنقُ المكارمَ دَيْدَنا

وأَمَجُّ ثغرَ الأنسِ من

شخصِ الوِصال إِذَا دنا

وأُغازل الآياتِ مر

تاضاً بِهَا متأبِّنا

حَسْبِي بِهَا شرفاً وحَسْ

بك أن تقول أنا أنا

يا مسكَنَ العَلياءِ طِبْـ

ـتَ وطاب فيك من اعتنى

إن دمتَ لي سَكَناً فما

أَحْلى وأَطْيَب ذا الجَنَى

ما لي سوى نفسي فإنْ

حصل المُنَى زال العَنا

ما العيشُ إِلاَّ أن ترى

طيفَ الأحبة مَوْهِنا

أَوْ أن يزورَك شخصُه

فترى الجمال مُبرْهَنا

فلئِنْ ظفِرتَ بزورةٍ

بُشراك قَدْ نِلتَ المُنْى

فَارْبَعْ ليَهْنِك مَرْبعٌ

رحبُ الجوانبِ والفِنا

ما أَطْيبَ الساعاتِ إن

زار الحبيبُ وأحسنا

فالْهَجْ بذكرِ الحِبِّ إن

تَكُ بالصبابة مُعلِنا

واشربُ أُجاجَ الصبر واكْـ

ـحَل بالسُّهادِ الأَعْيُنا

فبِذاك تَقْتنِص العُلى

ويطيب عيشُك بالهَنا

وترى الأملاكَ فِي

مَلَكوتها مُتيمِّنا

كقِران بدرِ التِّمِّ تيـ

ـمور المَليك إذ ابْتَنى

بُشْراك يَا زمن القِرا

نِ لقد علوتَ الأَزْمُنا

زمن تودُّ بِهِ النفو

س بأن يكون هو الدُّنا

فهناك يَا زمنٌ هنا

ك لقد شفيت من الضَّنَى

أطربتَ سمعي ناطقاً

سَجْعاً بديعاً بَيِّنا

وشجوتَني طرباً وَلَيْـ

ـسَ يُمِيلني شَدْوُ الغِنا

لكن عجبتُ بأن شدو

تَ وكنت أخرسَ أَلْكَنا

وغدوتَ مَيّاداً كما

ماد النسيمُ الأَغْصُنا

ما كنت أعهد بالجما

د يكون ناطق أَلْسُنا

بُهِت الورى لما رأو

ك تهزُّ عِطْفاً لينا

لم يحسبوا أن السرو

ر يَروض طَرْفاً أحزنا

فانعمْ بمن شاد العُلى

لَكَ والمكارم قَدْ بنى

ملك تُطأْطِئ فِي عُلا

ه ذو الصَّوامل والقَنا

ما مُدّ طرفٌ فِي علا

ه شاخِصاً إِلاَّ انْثَنى

فَطِن يرى مَا فِي النفو

س من الظنون مُبَرْهَنا

سَبّاق غاياتٍ إِذَا

مَا قيل مَكْرُمةٌ رَنا

ذو همةٍ صعبُ الأمو

رِ يراه أمراً هينا

ذو عَزْمة لو قاطعتْ

شمَّ الجبالِ لأَوْهَنا

خَطَب المَعالي كي يحْلـ

ـلَ بِهَا فصارت موطنا

عَجَباً لَهُ طفلٌ بدَسْـ

ـت المُلك أضحى مُحْصِنا

رسختْ بوَطْأَته المما

لك واستقرتْ مَعْدِنا

ما حلَّ ساحتَه فتى

ذو حاجة إِلاَّ اغتنى

أخَذ المكارم عن أبيـ

ـه فجَرَّ عنه مُعَنْعَنا

كم من يدٍ فِي العالميـ

ـن لَهُ حَبَتْهم بالغنى

فتَطَوَّقت أعناقُهم

من فضله حَتَّى أنا

فيهم سموْتُ وبهم علو

تُ وبه رَسَخْتَ تَمكُّنا

وبهم قررتُ بمَسْقَطٍ

وبهم سلوت المُنْحَنى

وبهم تركت من الزما

ن أحبَّني والموْطِنا

وبهم حَلا مُرُّ الزما

ن وزال مَا قَدْ أَحزنا

حَتَّى غدوتُ بفضلهم

عَلماً كأسْمَى أَمْكُنا

فهمُ شموسُ الدهرِ إِنْ

بالعُسرِ جَنَّ وأَدْجَنا

قطعوا بسيف الجود من

شُحّ الزمان الأَلسنا

وتَوَطَّنوا بدلَ القِبا

ب من المعالي مَسْكنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الصوفي

avatar

أبو الصوفي

عمان

poet-Abu-Al-Sufi@

163

قصيدة

4

الاقتباسات

2

متابعين

النشأة والولادة: سعيد بن مسلم بن سالم الجابري المجيزي السمائلي، المعروف بأبي الصوفي، ولد في ولاية سمائل (الفيحاء) عام 1281هـ. كني بأبي الصوفي بسبب ولده الذي سمي بالصوفي، والذي غير اسمه ...

المزيد عن أبو الصوفي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة