الديوان » شمس الدين » دفن الآسى

بصوت :

عدد الابيات : 88

طباعة

إِنِّي عدمت الحُزْنَ فِي أَرْحَامِهِ

 ورويته من نبض حزن كلامه

وضننت ان القلب لن يرضى الهوى 

فسقيته من لوعتي وسقامه

فأبى النجاة وبات يرضى بحزنه 

غاص الفؤاد في هوى احلامه

وحسبت قلبي قد نسى اوقاته

 فاذا به ينهض برشق سهامه

كلمات حزن قد تفاقم ذكرها

في دروب عقل ارهقت اوهامه

في نبض قلب قد توارى حبه 

وتمزقت باليأس كل خيامه

اني ظننته قَدْ مَضَى فِي مَوْتِهِ 

فَإِذَا بِهِ يَحْيَا بِعِشْقِ حُطَامِهِ

مَنْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّنِي فِي وَهْلَة

 وأَعُودُ وَجَعًا كَانَ فِي أَحْلَامِهِ؟

سارت دموع الحزن فوق جراحه

 وتهدمت في القلب كل عظامه

ناديته والحزن يشهد دمعتي

 ورايت في طرف الخفا ابهامه

كان يشاور بالاسى في صمته

ويعاند النفس على ارغامه

هو لم يكن يقسو بطبعه انما

 العقل اوهم باللظى اعدامه

قد كانَ يُبصرُ في السماءِ تبسُّمًا

والكلُّ يلمحُ في المدى أحلامَهُ

مَالِي أَرَى قَلْبِي يُسَانِدُ موجعي

 وَيَعُودُ رَغْمَ نَزِيفِهِ لِهيامه

من ذا يعيد الروح بعد نزيفها

 من ذا يرمم بالحنين سقامه

ضاع الحنين من يداي بلا هدى

 والان ابحث عن من يعيد حطامه

وهو الذي قد مات وحده في الاسى

أرخى جفون الحزن فوق ركامه

كنا وكان الحب طفلا ضائعا 

بين سنين الحقد في ارحامه

ولقد ودعت نبضا كنت صاحبه

 واليوم لم اغدو رفيق مرامه

نامتْ مواجعُ دهرِنا في مسمعي

حتى غدتْ كالسيفِ في إحكامِه

كم قلت للقلب الحزين انني

 يوما سأمضي دون حمل ركامه

لكنني عدت افتش في الخفا

 عن نبض قلب عاش في احلامه

ياقلبي مهلا انتظر فأنني

 لا ارجو عيشا كان في الزامه

ومضيت اجمع من اشلاء محبته 

قصة حب كانت في ايامه

من يرجع الحب القديم ومن مضى

 هل صار دفن الحب فرض صيامه

وكتبت بالدم الحزين قصتي

 فوق رمال الحزن تلك قيامه

غطيتها بالدمع اخر نبضتي 

ما بين جرح قائم وهيامه

والان عقلي في السبيل يحدث 

اطياف قلب كان في اوهامه

يَرْجُو الَّذِي سَفَكَ الدِّمَاءَ بِصَوْتِهِ

 فَلَعَلَّهُ يُرْجِعُهُ لِمَقَامِهِ

وَأَنَا الَّذِي أَفْنَيْتُهُ كَيْلَا أَرَى

 يَوْمًا جِرَاحَ الحُزْنِ فَوْقَ سَنَامِهِ

مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ قَلْبًا مِثْلَهُ

 يَحْيَا بِوَجَعِ الحُزْنِ بَيْنَ عِظَامِهِ

وَاليَوْمَ أَدْفِنُ فِي الرِّمَالِ رَمَادَهُ

 أَشْلَاءَ حُبٍّ صَدِئَتْ أَوْهَامُهُ

فَلَعَلَّهُ يَحْيَا بِنَبْضٍ آخَرَ 

وَأَضُمُّ مَا قَدْ ضَاعَ بَيْنَ رُكَامِهِ

وَمَضَيْتُ أَجْمَعُ مِنْ بَقَايَا حُبِّه

 أَشْلَاءَ حُزْنٍ مَزَّقَتْ أَحْلَامَهُ

لَنْ أَتْرُكَ الأَحْزَانَ تَرْثِي نَبْضَهُ

 وَالآنَ أَرْسُمُ قَهْرَهُ فِي خِتَامِهِ

إِنِّي مَسَحْتُ الدَّمْعَ عَنْ أَهْدَابِهَا 

وَنَسِيتُ أَنَّ الدَّمْعَ فِي أَعْمَاقِهِ

دَمْعٌ خَفِيفٌ قَدْ تَحَجَّرَ صَوْتُهُ

 فِي مُقْلَتَيِ العَيْنِ عِنْدَ نِظَامِهِ

ذَاكَ الَّذِي سَكَنْتُهُ كُلُّ هَزِيمَةٍ

 مَنْ ذَا يُعِيدُ الرُّوحَ بَعْدَ انْعِدَامِهِ؟

وَأَنَا الوَحِيدُ الآنَ فِي دَرْبِ الأَسَى

 أَمْشِي بِصَوْتِ الحُزْنِ فِي آلَامِهِ

مَنْ ذَا سَيَزْرَعُ فِي الدُّرُوبِ آمَالَهُ

 إِنْ كَانَ قَلْبِي قَدْ وُرِيَ إِعْدَامَهُ؟

مَنْ يُرْجِعُ الأَمَلَ الضَّرِيرَ يُعِيدُهُ 

يُرْجِعُ قَلْبًا جُرِّدَتْ أَحْلَامَهُ

مَنْ ذَا يُرَبِّي فِي السَّوَادِ مَحَبَّةً 

وَالعَقْلُ يَرْفُضُ بِالرِّضَا إِحْرَامَهُ؟

وَهُوَ الوَحِيدُ كَانَ يَقْتُلُ حُزْنَهُ

 وَيُعِيدُ بَهْجَةَ رُوحِهِ مِنْ أَسْقَامِهِ

وَالآنَ غَابَ وَلَمْ يَعُدْ فِي حَوْزَتِي

 مَنْ يَقْتُلُ الأَحْزَانَ عَنْ أَهْدَامِهِ

مَنْ يُرْجِعُ الأَمَلَ القَدِيمَ بِرَأْفَةٍ

 وَيُعِيدُ لِلْقَلْبِ الضَّرِيرِ وِسَامَهُ

وَلَقَدْ نَسِيتُ بِأَنَّنِي آذَيْتُهُ

 وَجَهِلْتُ أَنِّي الوَجَعُ فِي أَرْحَامِهِ

سَاهَمْتُ حَتَّى زَالَ رُوحُهُ

 حِينَمَا كَتَبَ بِحِبْرِ الوُدِّ مِنْ أَقْلَامِهِ

كَافَحْتُ حَتَّى يَنْتَهِي مِنْ حُبِّهِ

 ثُمَّ رَمَيْتُ الحُبَّ فِي أَحْلَامِهِ

وَلَقَدْ جَرَّدْتُهُ مِنَ المَشَاعِرِ كَامِلَةً

 وَنَزَعْتُ عَنْهُ مَنْ يَعِيشُ مَلَامَهُ

إِنِّي عَلِمْتُ بِأَنَّ الحُبَّ لُعْبَةٌ

 وَزَوَالُ قَلْبِي لَمْ يَكُنْ عُنْوَانَهُ

فَمَسَحْتُ دَمْعَ العَيْنِ عَنْهُ بِرَأْفَةٍ 

وَمَضَيْتُ لِلصَّحْرَاءِ أَيْنَ دَفَنْتُ عِظَامَهُ

هُوَ لَمْ يَكُنْ يَهْوَى الجُمُودَ لأَنَّهُ

 يَرْضَى بِحُبِّ الوُدِّ مِنْ أَفْلَامِهِ

فَقَتَلْتُ حُبًّا قَدْ تَوَارَى عَهْدُهُ 

وَرَمَيْتُهُ لِلْعَقْلِ دُونَ كَلَامِهِ

حَتَّى إِذَا رَقَّتْ يَدَايَ بِرَحْمَةٍ

 ذَبَحْتُ قَلْبِي كَيْ أُخَفِّفَ آلَامَهُ

إِنِّي صَدِيقُ الحُزْنِ أَبْحَثُ عَنْ غَدٍ 

يُخْفِي جِرَاحِي أَوْ يُعِيدُ غَمَامَهُ

مَنْ ذَا يُحِبُّ الآنَ قَلْبًا مَيِّتًا؟ 

مَنْ ذَا يُعِيدُ الحُبَّ مِنْ إِعْدَامِهِ؟

وَجَلَسْتُ وَحْدِي وَالجِرَاحُ تَلُفُّنِي

 وَبَقِيتُ أَدْفِنُ فِي الرِّمَالِ سَقَامَهُ

كَيْفَ النَّجَاةُ وَمَنْ أَكُونُ وَمَنْ أَنَا؟

 هَلْ كُنْتُ نَفْسًا سَاهَمَتْ فِي حُطَامِهِ؟

هَلْ أَحْتَوِي الحُزْنَ؟ فَقُلْ لِي مَنْ أَنَا؟ 

بَشَرٌ تَعَطَّشَ لِلدِّمَاءِ خِتَامَهُ؟

مَنْ ذَا الَّذِي قَتَلَ الفُؤَادَ بِطَيْشِهِ؟

 هَلْ كُنْتُ نَفْسِي أَمْ خَلَقْتُ خِصَامَهُ؟

يَا خَيْبَةَ النَّفْسِ الَّتِي عَذَّبَتْنِي 

يَا لَعْنَةَ الأَوْهَامِ حِينَ ظَلَامِهِ

إِنِّي الجَهُولُ الآنَ لِنَفْسِي مَنْ أَنَا 

إِنِّي ضَبَابٌ ضَاعَ فَوْقَ مَرَامِهِ

وَلَقَدْ دَفَنْتُ قَلْبِيَ فِي كَفَنِ الوَرَى

 مُنْذُ سِنِينَ لَمْ أَذُقْ أَيَّامَهُ

وَلَقِيتُ رُوحِي قَدْ تَمَزَّقَ شَمْلُهَا

 بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ إِجْرَامِهِ

قَلْبِي الآنَ تَهَشَّمَتْ أَنْفَاسُهُ 

وَالدَّمْعُ فَوْقَ جَبِينِهِ وَعِظَامِهِ

لَسْتُ الَّذِي يُعْطِي الحَيَاةَ لِغَيْرِهِ 

أَنَا الَّذِي يَهْوَى مَمَاتَ غَرَامِهِ

قَتَلْتُ نَفْسِي وَالرَّمَادُ يَضُمُّهَا 

وَجَعَلْتُ مِنْ حُزْنِي نَبِيَّ مَقَامِهِ

مَا عَادَ فِي قَلْبِي مَشَاعِرُ تُبْهِجُ 

أَحْزَانُ قَلْبٍ مَزَّقَتْ أَحْلَامَهُ

زَرَعْتُ فِيهِ الكُرْهَ حَتَّى أَنْبَتَت

 أَشْوَاكُ قَهْرٍ قَدْ رَمَتْ أَحْلَامَهُ

وَزَرَعْتُ شَوْكًا فِي طَرِيقِ عَوْدَتِي

 دَاسَتْ عَلَيْهِ الأَقْدَامُ حِينَ ظَلَامِهِ

وَرَجَعْتُ أَحْمِلُ حُزْنِي وَسَوَادَهُ

 أَنْثُرُ عَلَى تِلْكَ الطَّرِيقِ سِهَامَهُ

فَلَعَلَّنِي أُبْعِدُ مَسِيرِ وِجْهَتِي 

فَالدَّمْعُ يَرْسُمُ بِالأَقْدَامِ آثَامَهُ

يَا وَجع قَلْبٍ قَدْ تَجَمَّدَ دَمْعُهُ

 يُبْدِي لَهُ الأَحْزَانَ عِنْدَ خِصَامِهِ

قَدْ كَانَ يَبْحَثُ عَنْ حَنِينٍ بِوُدِّهِ 

بَيْنَ ضِفَافِ النَّهْرِ فِي أَحْلَامِهِ

مَا عَادَ فِي أَحْشَائِهِ غَيْرُ اللَّظَى

 يَرْنُو إِلَيْهِ فِي سَوَادِ غَمَامِهِ

يَمْشِي عَلَى حَرِّ الرَّمَادِ وَسُوئِهِ

 يَقْتُلُ حُزْنًا فِي صَدَى أَحْجَامِهِ

يَا قَلْبُ كَيْفَ تَهُونُ عَنْكَ طِبَاعُكَ؟ 

تَتْبَعُ رُوحًا تَقُودُ ظَلَامَهُ؟

إنَّ العقولَ لَنَا تُشَنُّ حُروبُها

وتظلُّ سيفًا شامخًا بسلامِهِ

لَا يَسْتَهِينُ بِمُواجِعِ حَرْبِه تلك التي

 تَمْضِي وَتَحْفَظُ لِلسَّلَامِ مَقَامَهُ

عَلَّمهُ أَنَّ الحَنِينَ حَيَاتُهُ 

فَأَذَاقهُ المَوْتَ الرَّحِيمَ خِتَامَهُ

وَالآنَ أَبْحَثُ فِي رُبُوعِ مجازري

عَنْ مَنْ يُعِيدُ القَلْبَ بَعْدَ انْقِسَامِهِ

هَلْ تُرْفَعُ الأَهْوَالُ مِنْ أَعْمَاقِهِ؟

 أَمْ أَنَّ دَفْنَ الدَّمْعِ صَارَ إِمَامَهُ؟

مَا عُدْتُ أَفْقَهُ مَنْ أَكُونُ وَمَنْ أَنَا 

صَوْتٌ غَرِيبٌ ضَاعَ فِي أَنْغَامِهِ

أَبْحَثُ عَنْ نَفْسِي القَدِيمَةِ عَلَّهَا 

تُنْعِشْ بَقَايَا الرُّوحَ بَعْدَ انْهِدَامِهِ

تُرَافُ عَنْ حُزْنٍ تَعَاظَمَ حَجْمُهُ

 وَتُعِيدُ لِلْقَلْبِ البَعِيدِ مَقَامَهُ

وَأَنَا الَّذِي يحمل رمَالَا بِكَفِّهِ

 فِي بَرْدِ لَيْلٍ قَدْ دَجَا بِظَلَامِهِ

كُنْتُ أَفِرُّ مِنَ الحَقِيقَةِ وَبَعْدَهَا

 وَلَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى القَرَارِ الظَّالِمَةِ

إِنِّي أُخَبِّئُ فِي الظُّلُوعِ نِهَايَتِي 

وَأَظُنُّهَا بِدَمْعِي قَدْ تَصُونُ خِتَامَهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شمس الدين

شمس الدين

1

قصيدة

الاسم: شمس الدين العمر: 24 سنة المهنة: طباخ وصانع كلمات الهوية الأدبية: شاعر شاب يحمل بين أنامله فلسفة الحياة اليومية، ويعبر عنها بلغة تجمع بين البساطة والعمق. الأسلوب: مزيج من التأمل الف

المزيد عن شمس الدين

أضف شرح او معلومة