بشرى الأرض
(مع الشاعر حارث القحيف)
أحنُّ إلى وادٍ من الظلِّ والشجر،
وإيقاع لحنٍ بشَّر الأرض بالمطرْ
 
وجادَ ببنت الغيم للأرض هاطلاً ،
وللنَّبتِ تيجاناٍ ترصَّعن بالدُّررْ
 
حباها وأولاها وأكرم سفحها ،
برتْلٍ من الآيات في روضها استقرْ
 
فأزهر نبتُ الأرض حسناً وروعةً،
وأثمر سحراً يأخذ اللُّبَّ والنظر
 
أحنُّ وخفق القلب يشتد كلما ،
حوى الكونُ أنساماً تهادت على حذرْ
 
تذكرني دهرًا من الودِّ والنقا ،
وأيام عشناها صفاءً بلا كدرْ
 
قضينا لياليها مع النجم سُمَّراً ،
ونِلنا أمانيها معَ حضرةِ القمرْ.
 
ما جَنَّةٌ من جنان الأرض معشبةٌ
خضراء يهمي عليها مُسبِلٌ غدقُ
 
تُضاحكُ الشمسَ منها غيمةٌ سطعتْ
من تحت كُمِّ السما تدنو وتفترقُ
 
ومُذهبُ الشفق المسكوب طرّزهُ
قوسٌ بديعٌ من الألوان ينبثقُ
 
إلا بلادٌ عشقناها طواعيةً
عشقاً يجاوز من جآؤا ومن سبقوا
 
هي السعيدةُ من ينسى فضائلها؟
فداؤها الروحُ والأعناقُ والحدقُ.
10/3/2013م
 
بلادي التي سارت خُطايَ بأرضها
صغيراً وآوتني صبيًا ويافعا
 
وجادت بطيب العيش في رونق الصِّبا
أبى اللهُ أُزري بها ، أو أضيِّعا
 
فلا خير فيمن يمقتُ الغرسة التي
بهِ ،يتنامى فرعُها، وهْوَ يقطعا
 
ولا خير فيمن لا يصونُ ترابهُ
ولا في عديم الأصل أن يترفّعا
 
13/3/2013م عبد الكريم الشويطر
 
وطنٌ صحبتُ به الشبيبة والصِّبا
وصحبتُ فيه هدايتي وضلالي
 
ورأيت من حملوه في أعناقهم
ورأيت من وضعوه في الأوحالِ
 
فرفعتُ من خدموه أعلى هامتي
ووضعت من خذلوه تحت نعالي
 
14/3/2013م
 
بلادي لا يزال هواكِ مِنِّي
كما كان الهوى شرخ الشبابِ
 
أقبِّلُ منك حيث عرفتُ نفسي
تراباً طاهرًا ،دون الترابِ
 
وألثمُ كل جلمودٍ وغصنٍ
تلوّى في السهول وفي الهضابِ
 
جزى الله التباعد والتجافي
يسوق المرء نحو الإغترابِ
 
يشتِّتهُ ويتركه شريدًا
هنا وهناك نهبا للعتاب.