الديوان » اليمن » عبد الكريم الشويطر » حرف الدال-والذال

مرثية الزميل د/ أحمد عبد العزيزالقباطي تزامنا مع هذا النص
 
جـدولٌ مـات بوادي عِشـقه ،
وبكتْ مِئـذنةٌ يـومَ السَّـفرْ .
 
أُفُـقٌ غـابَ، ونجـمٌ ضـاء في العتمةِ ،
يوماً واندثــرْ .
 
ربَّـما قد كان سـيفاً فالتـوى ،
ربـَّما قـدْ كان رُمحـاً فانكسـرْ .
 
وهبَ الحياةَ ثبـوتها ،
وحيـاتهُ كـرٌّ وفَـرّ .
 
ركبَ الجميعُ سـفينةً ،
ومضى يغـوصُ بـلا حـذرْ
 
جعَـلَ الحُظـوظَ مـواهباً ،
والابتــلاءُ من القَــدَرْ .
 
هـو ما بقَى من دلْـوِ ماءٍ ،
حطَّمتهُ يــدُ الحَـجــر.
 
ما إن تَكامَـلَ ضـوءُهُ، حتى انطفا ،
وهـوَتْ منـارةُ عـلمهِ عند البُكَـرْ .
 
ما إن تبسَّمتِ القـلوبُ ،
تنصَّـل الوعـدُ الجميْــلُ ،
وجَـلجَلَ النـبأُ الذي لا يُنتظــرْ .
 
رُزءٌ يحُـطُّ من السـماءِ .. ومِخـلبٌ ،
لا يُبـقِ من أمـلِ النفُوسِ ولا يـذرْ .
 
مـاتّ الذي للموتِ شـمَّر سـاعداً ،
وأطــاحَ بالمرضِ العُضـالِ وبالخطَرْ .
 
وأعــاد للطفلِ الجريحِ ضياءَ بسمتِهِ ،
وفرحتهِ وأحـلامَ الصِّغــرْ .
 
هو غـيمةٌ رحلتْ تنـوءُ بمائها ،
وسَحَــابةٌ رجـعتْ إلى بحْـر القـدرْ .
 
عن أُمَّــةٍ دأبتْ على تَرْكِ العظيمِ ،
وفِعْــلِهِ هـدَراً لغـائِلةِ القَــدرْ
 
لكَ يا شهيدَ الواجبِ الوطنيِّ مرثيتي ،
بـكائي .. ما بقــلبي مِن كــدرْ .
 
قَتـَلتْكَ آمـالُ البلادِ ، طُموحَـهَا ،
قتـلتك لهفتها وأحــلامَ الظَّفـَـرْ .
 
كُنتَ الحيــاةَ وكُنتَ أجْمـل وجـهها
وبك اسـتطعنا أن نصُـدَّ بها الضـرر .
 
من ذا يُخلد فعل هذا الراحلِ الميمون ،
أو حتى ، يُردِّدُ ما شَـعَرْ .
 
ويُسَجِّـلَ اللحظاتِ يُشـعِلُها حماساً ،
في مجالسـنا ويسموُ بالفِــكَرْ .
 
بـلدٌ تناثر والوُعـودُ تمـزقتْ ،
وتثآءب الأمسُ المُعَشعِشُ في الصُّـوَرْ.
 
عِيسٌ مَضَتْ معصـوبةُ العينـينِ ،
موكِبُـها سـيوفٌ والطريقُ هو الحُفَـر.
 
فـزعٌ يفُوحُ من السُّؤالِ ، عصاً يُشَقُّ ،
من اختـلافٍ في النظـرْ .
 
هـربتْ ضِفافُ النفسِ غرباً والعُيُونُ ،
تعلَّقت تمّ الركُونُ بلا تَوَخٍّ أو حــذرْ .
 
مَعْــزُوفةٌ مسـنونةٌ نغماتُهـا ،
تجـري مُبعْـثرةً على رُغمِ الوتــرْ.
 
من للجَفــافِ .. يصُـوغُـهُ تـبْراً،
ومن للمـاءِ ينظمهُ دُرَرْ .
 
من للهُموم يّـذيبُهَا في بوتقِ الإبـْداعِ ،
والخطواتِ يوقدُها شـرَرْ .
 
من للجـمالِ، يُعيدُهُ ملِكاً ويمسَحُ وجههُ ،
الباكي بمـنديلِ القــمر .
 
من للطّفولةِ، يبْنِ من أحـلامها شجراً ،
ويجعلُ من ضمائرها مفاتيح المطـرْ .
 
من للمصير، يخُطُّه في هالةٍ كالشمسِ ،
والخطواتِ يحفـرها قـدَر .
 
وعظـامُ هاتيك الحروف ،يشـدُّها للبعث ،
والكلمات يُرسـلُها نـهَر .
 
من لي بكلِّ عمائمِ التاريخِ ،
أنـثرُ طـَوْقَها ،
وعباءةُ الإحْبـاطِ أنزعُها ،
وأفـْرِشُها مَمَـرْ .
 
من للعلوم يقيمها ،في أرضنا،
صرحاً منيعاً،
في البوادي والحضر.
 
ويُزيحَ عن أبنائنا وجه الخَنَا،
ويصون أصحاب العقول من الخطر.؟
 
2 إضــاءة
كل شئٍ لا يُحـدُّ .
 
كل فعلٍ لا يُردُّ .
 
ها أنا ابتلعُ الظُّلمةَ ، من كل مساماتي ،
وهذي جمراتي ، بدمي … تسألُ ،
هلاّ مرّ بي ،ماءٌ وبرْدُ .
 
وَمْضة ُالضوء التي قد اُسكِنتْ في الجوفِ ،
بي ….  كم تسـتبدُّ .
 
في عِراكِ الصُبح أعصابيَ برقٌ ،
في سُكونِ الليل في قلبيَ رعـدُ .
 
إنني أحْيا على وعْـدٍ … ولا يأتي ..
متى يأتي .. ؟  لكي تصبحَ أحلاميَ ورْدُ .
 
كيف أبني الجَسَدَ الصَّاعد نحو الشمس ،
أقــدامي قُبــورٌ ،
وجذوري من حُطامي … تسـتمـدُّ .
 
عندما شمَّرتُ أبْـني ..  لم أكنْ أعلمُ من أين،
ولا كيفَ …  ولا كم بِيَ جَهْدُ .
 
هـذه الأرقامُ لُغـزٌ … كل أرقامِي بَنَاني ،
وبها كنتُ ولا زلتُ  أعُـدُّ .
 
ضَـاعتِ الموجةُ … غاصَ الزَّمنُ الهـانىءُ ،
في الدوامةِ الكبرى ، وتيارُ حماسي ،
ينطـوي في جـوف إعصـارٍ أشـدُّ .
 
شُـحنتي قد أُفرِغتْ ، والغضبُ الصاعدُ يخبُو ،
لُعبةُ الأوراق تطغَى … تستبدُّ .
 
أين ذاكَ الإندفاعُ، الهادرُ، الكاسحُ ، ؟
أين الشُّعلة ُالعملاقة ُالأولى . ؟
ومن للصفِّ يبنِي … أو يَهُـدُّ .
 
منجنيقُ الشِّعر … أقعَـى  ،
وربـاطُ الخيْـل …  أفعى ،
فبماذا أتأسَّى   وبماذا أسـتعدُّ .
 
فاحمـلوني .. أيها القـائمُ بالأمـر ،
ويا كـلَّ رفاقي ،
وَضَعُـونِي عندَ نبْعِ الظُّلمَةِ الأولى ،
وسُــدُّوا …  !!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم الشويطر

avatar

عبد الكريم الشويطر حساب موثق

اليمن

poet-Abdulkarym-al-showaiter@

114

قصيدة

10

متابعين

الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠ الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات التعليم: تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز. رُشح لدراسة العلوم ...

المزيد عن عبد الكريم الشويطر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة