جعلتني الحتوف أغرق في الدمع

وكم كنتُ للبكاء أميلُ

ورمتني مصائب الدهر بالحزن

فدمعي أضحى عليَّ بخيلُ

وعزائي بأن في كل بيتٍ

بعد فقدانك الجسيم عويلُ

كيف ينأى عنك الذي عشت تدعوه

مدى العمر صاحبٌ وخليلُ

قبل يوم الرحيل قلتُ سأرثيك

لأناَّ بين الرثاء نجولُ

كنت أخشى عليك فاجعة الموت

وأخشى إن مُتَّ ما سأقولُ

ولقد قُلتُ في الحياة سأبكيكَ

وأبكي نفسي التي ستزولُ

حيث لا أنت مسمعٌ كل من مات

ولا ما يصيرُ ، ما سيؤولُ

لا ولا أنت ناظرٌ ألق النجم

إذا حاق بالنجوم أفولُ

يا زميل الكفاح والزمن المرِّ

لقد كنتَ في الدُجى قنديلُ

حولك ألتفت القلوب فأصبحت

على كل هامةٍ إكليلُ

يا رفيقاً مجاهداً وصبوراً

رجُلاً كُنتَ، والرجال قليل

لستُ أدري بلغت عمرك أم أنك

من فكركَ المضيء قتيلُ

إيه يحي في القلب أنت مقيمٌ

وستبقى للقادمين دليلُ

طال فينا البكاء وانتصر الحزن

تَعِبْنا ،عبءُ الحياة ثقيلُ

إيه يحي رحلت منتصب القامةِ

شوقي … متى إليك الرحيلُ