عدد الابيات : 46

طباعة

أنا المظلومُ تفضحُني دموعي

فيمسَحُها إذا انهمرتْ خشوعي

ويُحْنِي الظلمُ هامَة مُستغيثٍ

برب الناس مِن ظلم فظيع

وتقهرُني الهواجسُ رغم صَبري

على البلواء والجَور المُريع

أنا المظلومُ ، والأخُ لم يَصُني

مِن الآلام تُوغِلُ في ضُلوعي

رأى في الإرث غنماً مُستساغاً

ولم يكُ في العدالة بالقنوع

وقال الناسُ: في التقسيم فاعدلْ

وفي التخيير لا تكُ بالمَنوع

وكم من جِلسةٍ عُقِدتْ وتاقتْ

إلى تبريكة الطرف المُطِيع

وكم طرحَ الحلولَ رُعاة ودٍ

فلاموا إذ سخِرت من الجميع

وخالك في المشاكل خيرُ قاض

وفي الإنصاف ذو قدر رفيع

له في كل توفيق نصيبٌ

ولا يصبو إلى كسْب وريع

ويُنصِفُ ، ليس يظلمُ قيدَ شِبر

وإنْ يَشْفعْ فمرحى بالشفيع

رحيمٌ بالعقائل واليتامى

ويَغضبُ للمُضَيَّع والرضيع

وفي الفتيا له باعٌ وشأنٌ

سواءً في الشراكة والبيوع

وفي الميراث ليس له نظيرٌ

سواءً في الأصول أو الفروع

وجُل الناس أوْلوه احتراماً

وكالوا المدحَ للرجل النفوع

وخصَّك بالنصائح لا تُبارَى

وأمَّلَ فيك مَيلاً للرجوع

ولكنَّ العِنادَ نأى بغِر

عن التوفيق يُودي بالصدوع

وأذعن خاطري ، ورضيتُ طوعاً

وذِعتُ قناعتي ، وبدا خضوعي

لِمَا أملاه مِن حَل جميل

لننعم فيه بالعيش الوديع

وقال: لخاطري اصطلِحا وتوبا

عن السفساف والنزق الوضيع

فآثرتَ المحاكمَ والقضايا

وهَدْرَ المال في أشقى الربوع

ومات الخالُ ، والنسماتُ موتى

ويبقى وجهُ مولانا السميع

وما خِلتُ البلية تصطفيني

لأغسلَ جسمَ خالي بالدموع

وأنزلَ قبره لأحط جسماً

وأوصيْ القبرَ رفقاً بالضجيع

سيَخبعُ فيك عن رغم وحيداً

فما أغنى البقاءُ عن الخبوع

ووجه الخال مؤتلقٌ منيرٌ

فسُرَّ القلبُ بالوجه النصيع

يمينَ الله بُشرى وابتشارٌ

كمثل الشمس تسعدُ بالسطوع

أبعد العز تدحرُنا المنايا؟

لَعاً للمال والبيت الوسيع

أبعد السيط والألقاب نفنى؟

وأين مضتْ أماديحُ الجُموع؟

أيبخعُ نفسَه عبدٌ لدنيا؟

ألا تعساً لداعية البُخوع

أخَيَّ الأرض خذها ، واعفُ عني

فما أنا بالمُحِب ولا الصريع

وحَلُّ الخال دونك فالتزمْه

فأنت رضيته بدء الربيع

ولكني أبيتُ ، ففيه ظلمي

وباء الحَلُّ بالفشل الذريع

وأرضَى اليوم حباً واحتساباً

وأدعو في السجود وفي الركوع

بأن يَجتث فرقتنا التراضي

فإن تراجعي يَغشى نزوعي

أخوتنا يُهددها التلاحي

وفي ظلماته ضاءتْ شموعي

بدون الإرث ما انتكستْ حياتي

وما عانيتُ مِن ضِيق وجُوع

علامَ إذنْ تُسربلنا الرزايا

ونُمعِنُ في تقهقرنا الشنيع؟

نبيعُ ونشتري ، فيكون ربحٌ

يُرَى فيما اشترينا والمَبيع

وتذهبُ عُروة ، وتئِنُّ أخرى

وتنتحرُ الخِلالُ على الشيوع

وعائلة تُضيعُ حقوقَ أخرى

وهذا الجُرمُ منتشرُ الذيوع

فعائلة لها أشهى طعام

وعائلة تُغذى بالضريع

وقومٌ يأكلون لحوم ضأن

وأقوامٌ قلوْا طعمَ الرجيع

كرهتُ القطعَ للأرحام يُخزي

وبعد الشرك ذا أخزى صَنيع

ومَن يقطعْ يقعْ في شر سُوآى

وأحقِرْ بالمُسيء وبالوقوع

لنا دِينٌ يُجَمِّلنا وشرعٌ

بدونهما سنحيا كالقطيع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1973

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة