الديوان » العراق » أحمد قفطان » لم يشجني طلل الديار الأبكم

عدد الابيات : 50

طباعة

لم يشجني طلل الديار الأبكم

كلا ولا رسماً بها أتوسم

وإذا بآرامٍ لرامةٍ شمتني

مترنماً فمورياً أترنم

أنى يجاذبني هوى آرامها

وأنا الجموح لهن لا أستسلم

لولا المحرم ما سفكت مدامعاً

لسوى المحرم سفكهن مرحم

أهلال شهر محرم مالي أرى

طعم الرقاد علي فيك يحرم

آليت لا ترقى لعيني عبرةً

أجرى مدامعها المصاب الأعظم

يوم الحسين بكربلاء وصحبه

بعرائها كدر العجاج المقم

فكأنه والبارقات ووقعها

رعد وبرق والسحاب الأسحم

يوم استفاض ضلال آل أمية

بالطف وهو من الكتائب مظلم

والبيض ترفع والرماح تجر وال

أعلام تنصب والمنية تجزم

والنقع يبني والوغى قد أعربت

صحف المنايا والصفاح تترجم

فتقلدوا بيض السيوف وافرغوا

حلق الدروع على القلوب واقدموا

وتسنموا قب البطون كأنها

صر بأصوات الصواعق تكدم

من كل خواض الملاحم عابس

إن كشرت ناب الوغى يتبسم

تقتادهم للعز عزمة أصيدٍ

يجد المنية خير شيء يطعم

تنقض في ليل القتام سيوفهم

كالشهب تخطف ما ردين وترجم

حفظوا وصية أحمد في سبطه

ووقاه بالأرواح كل منهم

وهو وإلى وجه الثرى صرعى وفي

ذاك الهوي إلى الجنان تسنموا

وغدا فريد الدهر فرداً حوله

زرق الأسنة والضبا والأسهم

ترنوا لواحظه عداد عداته

ويردها عطفاً عليه مخيم

فانصاع لم يعبء بهم عن كثرة

كلا ولا حذر المنية يحجم

يطفو ويرسب مفرداً في جمعهم

أعوانه عزم وعضب مخذم

حتى استثار له الجليل بدعوةٍ

فحكى الكليم فحر وهو مكلم

وبكت له السبع الطباق ومن بها

واهتز عرش اللَه وهو مكرم

وارتجت الأرضون لولا حجة

اللَه الذي فيه لكادت حسم

ثم انثنوا نحو الخيام وأخرجوا

منها النسا والنار فيها أضرموا

فخرجن ربات الخدور حوسراً

لا عاصم عن سلبهن ولاحم

لم أنس زينب حين تندب ندبها

بالعشر تمش وجهها إذا تلطم

تخفي الندا خوف العدى فإذا بدا

منها الشجا ضربت عليه فتكتم

وبها تلوذ الذاعرات عن العدى

والمتن منها بالسياط يوشم

تدعوه يا كهف الأرامل من لنا

من بعد فقدك والمدامع تسجم

وتمد عيناً للمدينة تارةً

تدعو مشايخها ولما يعلموا

أعلمت يا جداه سبطك قد غدا

تحت السنابك بالخيول يحطم

أكفانه نسج الرياح من الربى

والغسل من بدل القراح له دم

وكريمة فوق الرماح هديةً

بالخيزرانة منه يقرع مبسم

أحسين هل علم النبي وحيدر

بك يا حماي تناهبتك الأسهم

أم هل درت بك فاطم وبطفلك

المفطوم في سهم ولما يفطم

أم هل درى الحسن الزكي برحلنا

من بعد فقدك في سهم ولما يفطم

أم هل دريت أخي فينا أننا

سلبوا ملاحفنا وأنا نشتم

في السبي تخزرنا العيون كأننا

خزر على عجف النياق وديلم

وكفيلنا السجاد في الأصفاد قد

أودى به سقم وقيد أدهم

للَه آل اللَه قتىل أصبحت

وتراثها بين الأعادي مغنم

فعلى الصعاب نساؤهم وعلى الصعا

د رؤوسهم وعلى الصعيدة جثموا

للَه رزؤك يا ابن بنت محمدٍ

في قلب كل موحدٍ لك مأتم

لا تنجلي عنا غياهب حزنه

حتى يجليها المغيب منكم

يا حجة الرحمن هل من وثبةٍ

تقتادني فيها وهل لي موسم

فمتى ترى عيني لواءك خافقاً

يزهو به وادي الحصيب وزمزم

ومتى أراني صارماً لنفوسهم

في صارم من عمده يتظلم

فلقد قضيت بأنةٍ وبعبرةٍ

وبحسرةٍ وبزفرةٍ تتضرم

صلى الإله عليكم ما أشرقت

لهداكم شمس ولاحت أنجم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد قفطان

avatar

أحمد قفطان

العراق

poet-Ahmad-Qaftan@

34

قصيدة

1

متابعين

عالم مسلم شيعي، لغوي، وشاعر عربي عراقي، من أعلام القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي. وُلد في النجف وتوفي فيها، واشتهر بذكائه الفائق وقوة حفظه رغم كونه أصمًّا. كان يُدرك ...

المزيد عن أحمد قفطان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة