الديوان » الأب يوسف جزراوي » ياليت لو كانَ في دارها الأمريكيّة سطحًا!

ياليت لو كانَ في دارها الأمريكيّة سطحًا!

وبينما الّليلّ يُسرّجُ خيولهُ/ أمني النفسَ  وياليتَ التّمني يفلحُ وينفعُ/لو كَانَ في داركِ  الأمريكيّة سطحًا/ لتمردت عليّ وغامرت بي/  اعتيله سرًّا أمام مرأى القمر/ كشجرة أدبيّة أتسلقها إليكِ دونَ منجلٍ لحشِّ عذوقكِ/  أحصدكِ قصيدةً قصيدة نصًا نصًا… لَا لكي أستمع لغنوة ( سيجيب باجر) كما يفعل أبناء جيلي/ بل كطاووسٍ/ يسير ببهرجة وزهوٍ/  ريشهُ مهفة/ آسف نسمات الهواء العليل في رُبى سطوحكِ/ بينما أنا المخنوقُ بكِ لا منكِ/ ساتنكر في هذا المساء وارتدي دشداشة ويشماخًا/ أتسلقُ لاهثًّا إليكِ لأقول أنَّ القلبَ محتاجٌ لنبضكِ/إني الجائعُ لرغيفكِ/فربّ القليل مِن خبزِ محبّتكِ يشبعُ مغتربًا مثلي/ اغترابهُ إليكِ بحجم وطنٍ/ فدعيني  اجلس بقربكِ/ أشاهدُ بثّكِ التجريبي لي/ أتعلل معكِ/ على مقربةٍ من عذوق تموركِ/ نتبادلُ أطراف الحديث / نتقاسم التهام المكسرات/ نقرعُ استكان الشاي بالآخر/  وقطعِ الثلج  تبرّد حبات الرقي. 
لا أريدُ سُكرًا أو عسلاً  أو بضع حبات تمر خستاوي مِن عذوقكِ/ بل ان أٌحلّي الشاي بطرفِ أصبعكِ وبنكهة الحنّة الملطخة في يدكِ.
بغتةً رنَّ منبه الهاتف/ كانَ حلمًا/بلى والله بلى حلمًا/ عاودت نومي وإذا بي الحلم يواصلني/ فجاءتني  تشكيني مني  بأن فطورها غدى زقومًا بسببي/  وكأنّها ترجو مِن صمتي التّحدّث إليها/رمقتها بنظرةِ قولٍ: ملامُ من يلومكِ وعاودتُ معانقة وسادتي.
فكيف لي أنَا العراقيّ القادمُ مِن بلادِ الكنغرِ/  أقنعُ الفجر الأمريكي بأنّني جزعتُ مِن بثه التجريبي لي في حلم طلب اللجوء إليّ في المنامِ. فكم تمنيتُ لو كانَ للقصيدة سطحًا لتسلقته كما تسلقتني.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأب يوسف جزراوي

الأب يوسف جزراوي

44

قصيدة

كاهن وباحث/شاعر وأديب عراقي مغترب له العديد من المؤلفات في الشأن الكنسي والأدبي وتاريخ العراق

المزيد عن الأب يوسف جزراوي

أضف شرح او معلومة