ومَن يدري؟
كُلّما أذرع الطرقات بخطواتي
أقولُ في سرّي مِنَ المستحسنِ أن أمحوَ مِن طريقي تلكَ الخطوةِ
لكنّني أواصلُ السيري…
وكُلّما انقطعت الكهرباء في روحيِّ
انتقي لنفسي كالعادة مكانًا مُشعًّا أستطيبهُ
أجلس فيه تحتَ ضوءِ القمرِ
استمع لموسيقى هيثم يوسف أو غيره…
غيرَ أنّي في ذلكَ المساء الموحش
حاولتُ أن استرخيَّ ذهنيًّا وأتركُ القلم وسجيته
على الطاولة وأنسى الكتابة
وانصرفت أتلهى بخبزِ التنور
واستكان الشّاي
وحلاوة الشعريّة بالفستقِ الحلبيّ
رغم أنني مِن المفترض في زمن (الريجيم)…
ولست أعلم لماذا حمامةٌ بيضاء كانت تهفو إلى حضني…
حين مسدتها خال لي بأنَّ لها حكاية تتلعثم بها وتتلكأ في قولها…
فمن يدري لعلّها وطنٌ يشدو في منفايّ؟!.
44
قصيدة