الديوان » العصر المملوكي » ابن مليك الحموي » أحيا الربيع الأرض بعد مماتها

عدد الابيات : 43

طباعة

أحيا الربيع الأرض بعد مماتها

وحلا بسكب القطر عود نباتها

وسرى النسيم على الرياض وقد أتى

يهدي إليك الطيب من نفحاتها

والعود هزته الصبا والطير قد

غنت عليه باختلاف لغاتها

والزهر قد ألقى النثار كأنما

أدت كنوز الروض بعض زكاتها

والأرض كلها الندى بجواهر

نظمت عقود الدر من حباتها

والروض بالريحان خرج اسطرا

اضحت غصون البان من الفاتها

الفات روض قد امالتها الصبا

فكأنما التسكين في حركاتها

تحكي عنادلها على اعوادها

خطباء تتلو الوعظ من سجعاتها

وحكت جداولها خلاخيلا وقد

اضحى خرير الماء من رناتها

والصبح من وجه الحبيب بدا وقد

بزغت شموس الراح من مشكاتها

قم نبه الاقداح ان الشمس قد

شنت على جيش الدجا غاراتها

واستجل عرس الروض في بسطا الهنا

فالراح قد خضبت اكف سقاتها

راح اذا ما عز داؤك برؤه

يسري اليك البرء من نفحاتها

طافت بها تسقي السقاة فقم إلى

ميزابها واحجج الى ميقاتها

ومليحة بين الرياض اذا انثنت

عجبا ومالت يا حيا باناتها

واذا بدت من خدرها وتلفتت

يا خجلة الغزلان من لفتاتها

عاب الوشاة قناعها فاجبتهم

لا تخرج الأقمار عن هالااتها

يكفي بان البدر يدعى عبدها

ويقال ان الشمس من ضرّاتها

لم انس أنس حديثها لي عندما

زارت وقد نامت عيون وشاتها

والشمس تشرق بهجة وملاحة

من نورها وصفاتها وصفاتها

والصبح كاد يضيء لولا شعرها

يبقى ليالينا على حالاتها

للّه هاتيك الليبلات التي

قد فزت باللذات من اوقاتها

حيث المسرة والشبيبة والصبا

واللهو والايام في غفلاتها

فلأشكرنها ما حييت لياليا

قاضي القضاة اليوم من حسناتها

مولى به طابت دمشق واصبحت

ايامه غررا على جبهاتها

بحر اياديه تفيض سماحة

جودا وفيض الجود من عاداتها

لم يخش من بذل النوال منازعا

وكفاك ان الجود من راحاتها

لا عيب فيه غير ان يمينه

تعطي الالوف وذاك بعض هباتها

يكفيه فخرا ان سورة مجده

اضحى الثنا والحمد من آياتها

رد يا اخا الجدوى مناهل جوده

مترويا من عذبها وفراتها

اقلامه تختال في دوح الندى

اذ كان حمل الجود من ثمراتها

والى ميادين النوال تسابقت

او ما تراه قد حوى قصباتها

ياذا الذي احيا المكارم بعد ما

كان انطوى واعاد نشر حيتها

عذرا فاشعاري لقد بارت فقد

ضيعت ايامي على ساعاتها

فامدد إلى نحوي يمينا طالما

جادت عوائدها بعود صلاتها

وجنيت من ثمراتها ونعمت من

زهراتها ورتعت في صدقاتها

واليك خذها بالمحامد مدحة

حماد من حفّاظها ورواتها

لو عاصرت شيخ الشيوخ لجاءها

منطفلا يسعى إلى أبياتها

او لو يكررها الفتى ابن نباتة

يوما لقال نعم انا ابن نباتها

ولو ابن حجة رام منها وقفة

ما حاد في مسمعاه عن ميقاتها

لولاك لم ينشر لها طي ولا

كانت معاني الحسن من أدواتها

لا زال نجمك بالسعادة طالعا

وبلغت من درج العلا غاياتها

ما اعربت بالسجع ورقاء الحمى

طربا وعنه أضحت بلغاتها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن مليك الحموي

avatar

ابن مليك الحموي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-malik-al-hamwi@

273

قصيدة

2

الاقتباسات

49

متابعين

علي بن محمد بن علي ابن مليك الحموي شاعر ولد بحماة و انتقل الى دمشق تفقه و اشتغل بالادب و برع في الشعر و توفي بدمشق له ( النفاحات الادبية ...

المزيد عن ابن مليك الحموي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة