الديوان » العصر الايوبي » الملك الأمجد » صباه الهوى ما أحوج الخلو أن يصبو

عدد الابيات : 37

طباعة

صباه الهوى ما أحوجَ الخِلْوَ أن يصبو

خليٌّ مِنَ الأشجانِ ما شفَّهُ الحبُّ

أقامَ زماناً ليس يعرفُ ما الهوى

الى أن تولَّتْهُ البراقعُ والنُّقْبُ

رمتْهُ على عمدٍ فلم تُخطِ قلبَهُ

سهامُ عيونٍ راشَهنَّ له الهُدبُ

عيونُ مهاً تنبو السيوفُ مواضياً

وتلكَ العيونُ البابليةُ لا تنبو

ولم تبدَّى السربُ قلتُ لصاحبي

لأمرٍ تبدَّى في مراتِعه السَّربُ

فلم يُستَتمَّ إلا وقد غدا

فؤادي بحكمِ الوجدِ وهو له نهبُ

الى اللهِ أشكو مِن غرامٍ إذا خبتْ

لوافحُ نيرانِ الغَضا فهو لا يخبو

ومِن جيرةٍ بانوا فأصبحتُ بعدَهمْ

مقيماً بجسمٍ ليس يَصحَبُه قلبُ

ومِن مقلةٍ لم يَفْنَ فائضُ غَربِها

على الدارِ إلا فاضَ مِن بعدِه غَربُ

اِذا انهلَّ في تلكَ المرابعِ دمعُها

تضاءلَ شؤبوبٌ به العارضُ السَّكْبُ

تَحدَّرَ في بالي الرسومِ كأنَّه

عقيبَ نوى سكانِها لؤلؤٌ رطبُ

أسا البعدُ في حقي بغيرِ جنايةٍ

غداةَ النوى أضعافَ ما أحسنَ القربُ

فلّلهِ قلبي كم يُجَنُّ جنونُه

بليلاهُ في تلكَ الديارِ وكم يصبو

وكم يشتكي جدَّ الفراقِ وعندها

بأنَّ النوى والهجرَ مِن مثلِها لِعبُ

ومُضْنَى هوًى يشتاقُ قوماً ترحَّلوا

وسارتْ بهم عنه الغريريَّةُ الصُّهْبُ

بكى بسحابِ الدمعِ حتى تعجبتْ

على الدارِ مِن تَهمالِ أدمعِه السُّحْبُ

وسافَ ترابَ الربعِ شوقاً كأنَّما

تبدَّلَ مسكاً بعدَهمْ ذلكَ التربُ

وعاينَ هاتيكَ الديارَ خوالياً

فما شاقَهُ النادي ولا المنزلُ الرحبُ

وأصبحَ فيها بعدما بانَ أهلُها

وأدمعُه فيهنَّ وهي له شُرْبُ

فماذا أرادوا بالفراقِ وبالنوى

لقد كان يكفي منهمُ الصونُ والُحجْبُ

لهم منَّيَ العُتبى على كلَّ حالةٍ

ولي منهمُ في كلَّ حالاتيَ العَتبُ

ويُلزمُني العَذّالُ ذنباً وليس لي

كما زعموا جُرْمٌ بُعَدُّ ولا ذَنْبُ

فيا ليت شعري هل أرى الدارَ بعدما

تناءوا بهمْ تدنو ويلتئمُ الشَّعبُ

ويُدني مزاري منهمُ كلُّ بازلٍ

سواءٌ عليه القربُ والمرتمى السَّهبُ

اِذا ما تبارى والرياحُ إلى مدًى

كبتْ لَغَباً في اِثرِه وهو ولا يكبو

يَغُذُّ برحلي منه في كلَّ مهمٍه

وبي عند حاجاتي إلى مثلِه هَضْبُ

ويسري وتسري الريحُ حسرى وراءَهُ

إلى حيث لم تَبلُغْ مجالهَهُ النُّجْبُ

ويَرْجِعُ ذاكَ البعدُ قرباً وتنثني

به سَجْسَجاً عندي زعازعُه النُّكْبُ

ومما شجاني في الغصونِ ابنُ أيكةٍ

تميلُ به مِن طيبِ تغريدِه القضبُ

ينوحُ ووجهُ الصبحُ قد لاحَ مشرقاً

يقولُ لنوّامِ الدُّجىويحكُمْ هبّوا

فلم أرَ مثلي في الغرامِ ومثلَه

خليلَيْ وفاءٍ بَزَّ صبرَيهما الحبُّ

غرامٌ إذا ما قلتُ هانَ رأيتُه

وقد بانَ أهلوهِ له مركبٌ صعبُ

وبرقٌ بدا والليلُ ملقٍ جِرانَه

يلوحُ على بعدٍ كما اختُرِطَ العَضبُ

سَهِرْتُ لجرّاهُ إلى أن تمايلتْ

الى الغربِ مِن أقصى مشارِقها الشُّهبُ

أُنظَّمُ شعراً كالِغرِنْدِ كلامُه

شَرودٌ ولا تِيهٌ لديهِ ولا عُجبُ

فسائرُ أشعارِ الخلائقِ جملةً

لِحاءٌ وهذا الشعرُ مِن دونِها لُبُّ

يغنَّي به الساري فَيَسْتَعْبذب الهوى

ويستبعد المرمى فيحدو به الركبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الملك الأمجد

avatar

الملك الأمجد حساب موثق

العصر الايوبي

poet-almlk-alamjad@

141

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

هرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب. شاعر من ملوك الدولة الأيوبية كان صاحب بعلبك تملكها بعد والده تسعاً وأربعين سنة وأخرجه منها الملك الأشرف سنة 627ه‍ فسكن دمشق ...

المزيد عن الملك الأمجد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة