الديوان » المغرب » أبو الفيض الكتاني » رماني زماني مذ علاني حبها

عدد الابيات : 129

طباعة

رماني زماني مذ علاني حبها

بوقع سهام المعضلات رماني

توخي سبيلا ما عهدت طروقه

بالليل ليل في مطارق الوان

وقد كنت أغلو حبها فتكفكفت

عوادقها حتى نأت وعلان

تثنى فأبدى ما يشاء وما ارعوى

لمن قد رماه الدهر بالحدثان

وكنا على ود كأنا أصابع

لديها تأخي الوصل في درج خلجان

وآلفنا كهف المصافات وانثنت

صروف وقد كان هوانا يمان

وما ألفت منا النفوس طوارقا

وما خطرت منا الهموم بإيوان

تآلف منا الوصل حتى كأننا

أنحنا رحالا في مصارع رضوان

وبدل منا الشكل بالشكل فانبرت

قوانا وسرنا في مسارح قيعان

وأزلفت الجنات من منح سرت

تغازلنا منا كواعب كثبان

ولسنا نبالي غذ أميطت خدورنا

جهارها أما تختال فيها بأردان

ولا لوم للهيام حيث تهتكوا

بحسبي لدى إبدائه سجد الجان

فيبدي من الأسرار ما لو تحملت

نوافحه شم لقالت بران

فبين ندامانا بمرصد حانها

وأقداحها تبدي مراشف هتان

وأرخى زمان الول راووق سجفه

فغنى وأغنى عن وصال قيان

وقد لبثت فينا دهاق كؤوسها

دهورا وقد غنت بوصل كيوان

وقد عطفت فينا كؤوس وقد بدت

نظارتها فيها نظار خاقان

إلى أن تبدت مقلتا الحرب بغتة

فقامت مقام الدك في الهيجان

وأصعن موسى العزم لما

مراسمه لما تبدى بأفنان

وما خان سيف العزم لما تأججت

أسود الوغى ما كنت عن عطفها ثان

جرى فرسي المضمار في مضمر الوغى

فسابقت أبطالا لديهم تاجان

ومزع صبيانا ببطن أراكة

تأخوا بكاهل الكهف في روح ريحان

وقد آلفتهم سائحات توجهت

من الفيض في حانات أنس وسلوان

وعمهم نور من العرش مسدل

أضاء لهم غصرا بسالف أزمان

تغدوا بألبان العوارف واستوت

لديهم مواقيت التغذي بألبان

لهم همم أربت على الكون ما لها

مقر سوى روض المعارف فينان

تجدد منهم جوهر الروح طالبا

معششة من قفصه دير جثمان

يواقيت أوقات لهم ما تماطلت

عن السير بل تفتض سر مثان

وما تجلت لما دعاها حادي المنى

ببذل نفوس بل بناعم أبدان

فحنت لحتف كان فيه حياتها

ولميشنها أن حرموا غمض الجفان

قد اكتنفوا عشر الحقائق فانبرت

قواهم لها مع كونها شكل إنسان

وما برحت تسعى بظل حضائر

تزج بحار النور في شكل ظمآن

توشح منهم مفرق العز فانثوا

خيلان وجوه في مفاخر سمطان

وساعدها سعد بطالعها لذا

ك صارت تزف مخبآت ببتسان

وكانوا جباه الداهر فافتخرت بهم

وجرت ذيول الزهو أقيال أزمان

أناخوا مطاياهم بأعتاب موكب

وأدلجهم حادي الهوى والهوى دان

وقد حمدوا مسراهم غذ تنفست

طوالع صبح في مفارق غزلان

وجابوا شعابا ما استقلت بهمفهم

هم في منار الدير أوضح برهان

فلاحت لهم شمس الوجود فأصبحوا

أسارى حيارى ما سرى غير حيران

تيقظ منهم جلجلان وقد مضى

دهورا على وادي النوافح والبان

قد اختلسوا ماء الحياة وقد روت

مفاصلهم ري الحميا بنشوان

فبدل عنوان ببرنامج خفت

مفاتحه فيها تحير عنوان

لطائفهم صارت لا علقة غدت

مجردة من لوح وسع جنان

فهبهم كثافات توخوا سبيل من

تساموا عن الإخلاط في أفق إمكان

تجاذبت الأطراف فهم ما بَي

نَ قيدٍ وإطلاق بقاعة هتان

ويكفيهم أن كانوا مظهر مصدر ال

وجود على وفق انبعاث أمان

ولولاهم لم تلق ألطاف من له الت

تصرف في الأشيا فريدا بلا ثان

له ملكوت كل شيء فمن حمى

مصادمة الأقران باء بخسران

فكيف بمن به استوى العرش ثابتا

تجلى عن التشبيه في نص قرآن

بحقك يا رحمن سلم جموعنا

منالكسر إذ نلقى هواتف شيطان

وألق عليها من عواطف منة

سكينة جاش في ابتهاج غوان

وطهر قلوبا من شكوك فلا تدع

قواطعها تنأى با بجنى الران

وضمخ عقولا من نوافح رحمة

غدا طلها يسقي معالم أكوان

وعجل بإيابي إلى والدي فإن

نَ قلبي له قد طار مع سرب غزلان

ولو هطلت من بحرها نقطة كفت

خلائقها فابسط أياد امتنان

فليس لنا رب تنيخ ببابه

ركائب اثقال سوى باب رحمان

وقد فتكت فيها لواحظ نكبة

يشيب لها الطفل الرضيع بأحزان

وقد وهنت منا قوانا تضاؤلا

وفزع منا القلب والصبر من شان

وما خاننا لما تضعضع ركنه

وصارت به العنقا على إثر أظعان

وقد خلفتنا بالشعاب وما رثت

على من رمته النائبات بطعان

ولما انجلت فينا انبعاثات نبلها

تذكرت ثغر من أحب فأغراني

على حمل أعباء القوارع برهة

وتمكث نار في مدارج أكفان

تراه به لما حللت بمائه

ربى وبه ماء الحياة أراني

فكان ذباب السيف فينا لذيذ

علينا بما أبدى بشبه جمان

فهبه غدا بالنعت قارعة لقد

تشاكل فيها الثغر من رشف ندمان

تجمعت الأضداد فيه فإنني

على فعله شاك وشاكر إحسان

فعجل بإيابي إلى والدي فإ

ن قلبي له قد طار مع سرب غزلان

وجبت قفارا مع ظباء لعلني

أرى طلعة أبهى من الشمس تلقاني

وننسى زمانا قد أساء بيتنا

وفرقنا عما عهدنا بأوطان

فنغدو بوصل واتصال ولا ندع

أطاييب فيض إلا دان وأدناني

فنختال لما أن تجلت شموسنا

بغرب فكان الغرب شرقا وكانان

ولا نكتفي بالوصل حيث تآلفت

مواقفنا بل لا نرى فعل ريان

أيا زمنا قد خنت عهدا وما لنا

يدان بما أبدت عوافص خفان

ففرقت ابنا عن أبيه أما كفا

ك ما قد جرى بالسفح من دمعنا القاني

لعمري لقد ابكينا دمعا وقد جرت

مدامعه تجري على فيض طوفان

فلو ضمنا في مرصد الحكم مجلس

لكانت عليه كرة من فتاتان

فينصفنا من نفسه ويردنا

كما كنا في أنس وعز مغان

ولا يكتفي بالعهد منه لأنه

على الجور يبني حكمه ويعاني

فلا يرعوي للهالكين ولا الذين

تغدوا بألبان على حسن عقيان

أما آن أن تبدو مشارق غربنا

فيشرق في داجي الجهالة بدران

وتنزاح عنا غمة الأمر إنها

أحاطت بنا والقلب واه بأشجان

توخيت عن إفشاء سري فلا أرى

أراني ولا يدري بمنزع إنسان

وأكتم عن علمي سرائر خاطري

وعن خاطري سري لسر جنان

وعن ظل ظلي إنني أصله فلو

وجدت سبيلا ما دارني مكاني

أسيري سري إن كتمت فصوله

وإني أسير إن أبحت عناني

ويا عجبا حر يصير بنطقه

أسيرا أما يثنى عنان لساني

فذا زمن قلت كمالات أهله

وصاروا على متن لكسرى ومروان

ولما رأيت الدهر أبدى تجاهلا

تجاهلت حتى قيل إنني الثاني

وأضمرت ما أدري وإن كنت عارفا

مخافة غر يمتطي غرب ساسان

وقد عكفت روحي بمرتع قدسها

وظلها ممدود فغنى وأغناني

وسالمني يمني البشائر فلتكن

ميامن دهر ما لها بسريان

تدثرت من حرب له إذ توقدت

بظل جناح منه حيا وبياني

كما غرت فاستكتمت حبي بمقلة

وما كان ظني ما بعيني من إنسان

فأنكرته لما تبدى مقامه

وغالطت فيه وهو حشو جنان

ألا فاعجبوا من منكر وهو عارف

تكافأ ما قد صار ضدان ضدان

وكم خضت في بحر الكنايات مائلا

لشرع الهوى حتى حباني وأدناني

فقلت أمولانا الكبير لقد بدت

مطالع وجدي في المديح أتنساني

وإني غرثان للقياك طالبا

من الله أن تطوى مسافة حيران

ولا يجعلنه آخر العهد إنني

على العهد ما أنساني طول زماني

ولا زلت في نعمى رضاك مقلبا

يمينا ويسرى إن دعواك ترعاني

ولا ليّ من آوي إليه ولو سمت

بفضل له فوق السماكين نسران

وما تركت للغير في القلب منصبا

محبتكم لا أثمرت زهر أغصان

وتالله إن الدهر شرف أعصرا

بكم وعقيم أن يعزز ثاني

ومن طاب عيش الفرع إلا بأصله

وكيف وأنتم من عصارة عدناني

بكم ولكم فخر تقادم مجده

بحضرة قدس في يواقيت فرقان

وكيف وجبريل لجدكم غدا

عبيدا فما تثني لصاحة سحبان

وقد رام مرمى موسى فاندك طوره

وأصعقه ذاك التجلي لإيمان

وأسمعه ما قام موضع دكه

كفاحا وكانت فارقا لن تراني

ومركز أسرار الوجود قد استوى

على الأفق الأعلى وفض معان

وأصمته ما كان يعلم أنه

غدا مغرب الأسرار في سر ميزان

دنا فتدلى في مهامه وانجلت

مسميات الأسمى على عرش عرفان

وكان مناجى فوق سدرة منتهى ال

أمالي إلى أن كان غواص أعيان

وجاز على متن السموت ماشيا

بنعليه مفضال على الإنس والجان

بحقه يا قهار أتمم كمالنا

وواصل جسوما لا تراعى برجفان

وأسبل عليها نفحة سرمدية

مطرزة بالفيض من عين أعيان

ومهد لنا فخرا وعزا وسؤددا

ومجدا وتكريما وبسط أمان

وأيد قلوبا واستأصل أنسها فذا

مرام عبيد إن أنسك أغناني

وثبت قلوبا لا لها مقصد سوا

ك يا رب أنت الله ذو فضل إحسان

وعجل بإيابي إلى والدي فإ

ن قلبي له قد طار مع سرب غزلان

وأضحى فريدا في مرابع لا يسا

م فيها فأغضى عن كمالات رجحان

وصارت له مأوى مراتع وحشهم

تروح وتغدو في ملابس وهبان

توخيت أطنابا وملت مواليا

موارد إيجاز وقد يئس الشاني

وأضحى لأسر بين بكي غشومها

يلاك وأفعى لا تضام لعميان

وتبسط أيدي لا تراع لنكبة

فتمكث في حر الحموم لغبشان

بحق إله العرش مرسل إرسال

وأملاكه يوما إذا التقى جمعان

ونودع أياما تقضت فلا ترى

تراقي ولا بالبين أندب خلاني

ويغبطنا من كنا نغبط فخره

فتعكس الأضواء في كي أركان

وقلت أمولانا الكبير لقد بدت

مطالع وجدي في المديح أتنساني

وأني غرثان للقياك طالبا

من الله أن تطوى مسافة غرثان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الفيض الكتاني

avatar

أبو الفيض الكتاني حساب موثق

المغرب

poet-abu-alfayd-alkitani@

149

قصيدة

1

الاقتباسات

147

متابعين

محمد بن عبد الكبير بن محمد، أبو الفيض وأبو عبد الله، الكتاني. فقيه متفلسف متصوف، من أهل فاس. انتقد علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى قبح الاعتقاد وشكوه إلى السلطان عبد ...

المزيد عن أبو الفيض الكتاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة