(كانَ يَصْحو
فيَسْهو عَنِ النّوم،
وإذا نام كانت نوْمة الكَهْف..
كانَ يَخْلقُ في الّليلة الواحدة
ألفَ فِكرة لفَهْم نَفْسه،
وكلّ فِكرةٍ زائغة..
"حيّةٌ تبتلع الأخْرى،
و ذلكَ أفضلُ لهُما." (1)
و ذاتَ ليْلة..
دفنَ جَسدَه
في حديقةِ المنزل
فلم يَنْبُت مِنهُ شَيْء.
2
ذاكَ الدّخانُ المُبدّد
المُشرّد..
لا يجدُ مأوىً
يجمعُ شَتاتَه ،
غير صَدْري ..
ناقوسُ اليَباب.
في صَخبَي الصّامت
أخشَوشَنُ بدَعة
لعصياني البريء:
ليلةٌ قمراء،
كانت قدماها تتدلّى من على
طرَف الهلال..
عندما مسّت الأرض
سالَ الشارعُ من فوق حاجبيّ
كُحْلاً سَرْمديّاً
و غرقتُ في نَهْر الجنّة.
ها أنا ،
ألتحِفُ السّماء الكاذِبةَ
منذ ألف سنةٍ
مما تعدّون،
ولا تأتي!
أستجدي زُرْقتها
الصّفراء
فلا تميع!
تترفّعُ عنّي..
شاعرٌ مَهْووس
باحتفالاته ،
يؤرّخُ تلَفَه
أثَر المَوْتى
وإرْثَ القادمين.
ها أنا،
ألتفّ رأسَ دُمْيةٍ إسفنجيّةٍ
تراشقها أقدامُ متسكّعين
يفترشون رصيفَ السّفر..
هُناك، في الوَقْتِ الضّائع
.. أنامْ،
سريرٌ
ليس لديه
شيْء ليَخْسره.
4
لم يبقْ في المدينة
سوى الهواء..
وأنا..
مَغْموراً،
أفتّشُ عن جَدْوى!
و أهلوسُ نوباتٍ
تحاصرُني،
رغاءُ البَعير
يَنفُضُ حُنجرةَ القَيْظ.
ما أنحَلَني لا أبصقُ
إلاّ تبغاً!
من ذا لئيمٌ يُلقِمُني
زائغتَه:
ماذا عن تعليق
المَعْرفة،
تعطيلها.!
"فلم يعد أمامَنا
غير كلّ شيء"(2)
..النّومْ
تلك الخيانةُ الرائعة..
شريف سعد بُقْنه الشّهراني، مواليد 1981م خميس مشيط – المملكة العربية السعودية.
طبيب اخصائي في الطب الباطني.
شاعر و مترجم أدبي، نشر في العديد من الصحف والمجلات الأدبية السعودية والعربية و شارك ...