"أبي! ألا تصحبنا؟ إنني
أود أن تصحبنا... يا أبي!"
و انطلقت من فمها آهة
حطت على الجرح.. و لم تذهب
و أومضت في عينها دمعة
مالت على الخد.. و لم تسكب
و عاتبتنيكبرت دميتي
و هي التي من قبل لم تعتب
"أهكذا تهجرنا يا أبي
لزحمة الشغل و للمكتب؟"
* * *
يا أجمل الحلوات.. يا واحتي
عبر صحاري الظمأ الملهب
أبوك مذ أظلم فجر النوى
يعيش بين الصل و العقرب
يضحك.. لو تدرين كم ضحكة
تنبع من قلب الأسى المتعب
يلعب.. و الأحزان في نفسه
كحشرجات الموت لم تلعب
يودلولا الكبرلو أنه
أجهش لما غبت... لا تذهبي!
* * *
يا أجمل الحلوات.. يا فرحتي
يا نشوتي الخضراء.. يا كوكبي
أبوك في المكتب لما يزل
يهفو إلى الطيب و الأطيب
يصنع حلما: خير أحلامه
أن يسعد الأطفال في الملعب
من أجل يارا و رفيقاتها
أولع بالشغل... فلا تغضبي
غازي عبد الرحمن القصيبي (2 مارس 1940 - 15 أغسطس 2010) شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي، قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس ...