الديوان » العصر العباسي » ابن المعتز » لما تفرى الأفق بالضياء

عدد الابيات : 19

طباعة

لَمّا تَفَرّى الأُفقُ بِالضِياءِ

مِثلَ اِبتِسامِ الشَفَّةِ اللَمياءِ

وَشَمَطَت ذَوائِبُ الظَلماءِ

وَهَمَّ نَجمُ اللَيلِ بِالإِغفاءِ

قُدنا لِعَينِ الوَحشِ وَالظِباءِ

داهِيَةً مَحذورَةَ اللِقاءِ

شائِلَةً كَالعَقرَبِ السَمراءِ

مُرهَفَةً مُطلَقَةَ الأَحشاءِ

كَمَدَّةٍ مِن قالَمٍ سَواءِ

أَو هُدبَةٍ مِن طَرَفِ الرِداءِ

تَحمِلُها أَجنِحَةُ الهَواءِ

تَستَلِبُ الخَطوَ بِلا إِبطاءِ

وَمُخطَفاً مُوَثَّقَ الأَعضاءِ

خالَفَها بِجَلدَةٍ بَيضاءِ

كَأَثَرِ الشِهابِ في السَماءِ

وَيَعرِفُ الزَجرَ مِنَ الدُعاءِ

بِأُذُنٍ ساقِطَةِ الأَرجاءِ

كَوَردَةِ السَوسَنَةِ الشَهلاءِ

ذا بُرثُنٍ كَمِثقَبِ الحِذاءِ

وَمُقلَةٍ قَليلَةِ الأَقذاءِ

صافِيَةٍ كَقَطرَةٍ مِن ماءِ

تَنسابُ بَينَ أَكَمِ الصَحراءِ

مِثلَ اِنسِيابِ حَيَّةٍ رَقطاءِ

آنَسَ بَينَ السَفحِ وَالفَضاءِ

سِربَ ظِباءٍ رُتَّعِ الأَطلاءِ

في عازِبٍ مُنَوِّرٍ خَلاءِ

أَحوى كَبَطنِ الحَيَّةِ الخَضراءِ

فيهِ كَنَقشِ الحَيَّةِ الرَقشاءِ

كَأَنَّها ضَفائِرُ الشَمطاءِ

يَصطادُ قَبلَ الأَينِ وَالعَناءِ

خَمسينَ لا تَنقُصُ في الإِحصاءِ

وَباعَنا اللُحومَ بِالدِماءِ

يا ناصِرَ اليَأسِ عَلى الرَجاءِ

رَمَيتَ بِالأَرضِ إِلى السَماءِ

وَلَم تُصِب شَيئاً إِلى الهَواءِ

فَحَسبُنا مِن كَثرَةِ العَناءِ

هَناكَ هَذا الرَميُ بِاِبنِ الماءِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المعتز

avatar

ابن المعتز حساب موثق

العصر العباسي

poet-ibn-Al-Mutaz@

748

قصيدة

3

الاقتباسات

543

متابعين

عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس. الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة، ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ ...

المزيد عن ابن المعتز

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة