عدد الابيات : 36

طباعة

أنْتُمُ منْ مَناسِبِ الأمْجادِ

موْضِعُ العِقْدِ منْ طُلا الأجْيادِ

ولَكُمْ منْ مَناصِبِ الفَخْرِ أسْما

ها وعِزُّ النّدى وغُرُّ الأيادي

يا لأيامِهِمْ وقد يَبِسَ العُو

دُ وغالَتْ شَهْباءُ سَرْحَ البِلادِ

والْتَقى رائِدُ الحِجاز ونَجْرا

نٍ وسعْدُ الإمْحالِ في كلِّ وادي

أنذَرَ المُنْذِرُ الأنامَ بجَدْوا

هُ وسَحّ النُّعْمانُ نُعْمى عَتادِ

فحُوارٌ ترْغو ونارٌ تلَظّى

وطُهاةٌ تَشي ودَاعٍ يُنادي

وحُباً منْ مَطارِفِ وشْي صنْعا

ءَ بِها كالرِّياضِ غِبَّ العِهادِ

معْشَرٌ يجْعَلُ الضّيوفَ أصْدِقاءً

كَرَماً والأمْوالَ بعْضَ الأعادي

معْشَرٌ يجْعَلُ الحُسام على الطفْ

لِ اعْوذاذا والمَهْدَ ظَهْرَ الجَوادِ

خُطباءُ الأقْوالِ يوْمَ جِدالٍ

وكُماةُ الأبْطالِ يومَ الجِلادِ

يا لأيّامِهِمْ وقدْ زلّت

الرِّجْلُ وزالَتْ شَوامِخُ الأطْوادِ

فشَبا صَعْدَةٍ بثُغْرَةِ ذِمْرٍ

وغِرارٌ مُهنّدٌ في هادي

وصِفاحٌ تُمْضى وسُمْرٌ تلظّى

تقْدَحُ النّارَ في مُتونِ الصِّلادِ

ووُجوهٌ بُسْرٌ وخيْلٌ ظِماءٌ

كرَعَتْ في مَناهِلِ الأوْرادِ

وكُماةٌ تحْمي موارِدَها السُّمْرُ

فتُكْوى بها عُيونُ الجُوادِ

فكأنّ الرِّماحَ كانتْ رِكازاً

وكأنّ الهَيْجاءَ يومُ المَعادِ

أقْبَلوا إنْ نظَرْتَ قلْتَ بُدورٌ

حَجَبتْها سَحائِبُ الأزْرادِ

عجَباً كيْفَ لا تسيلُ سُيوفُ

حمَلوا أنْفُساً على الأغْمادِ

تُضْرَمُ النّارُ في غَديرٍ دِلاصٍ

وعَزيزٌ تآلُفُ الأضْدادِ

مَنْ كَعمْرو مُفْني البَراجِمِ والمُدْ

نِ وقد ألْقِحَتْ حُروبُ الشِّدادِ

معْشَر أورِثوا الهِدايَةَ عنْ هو

دٍ فمِنْ مُهْتَدٍ بهِ أو هادي

فلقَدْ أنْجَبوكَ يا عُمْدَةَ الحيْ

يِ وربِّ البيْتِ الرّفيعِ العِمادِ

ماجِداً مُفْضِلاً شُجاعاً حَليماً

واسِعَ المُنْتَدى كثيرَ الرّمادِ

يا أبا بكْرٍ المؤَمَّلَ للخَطْ

بِ المُفدّى وتُحْفَةَ المُرْتادِ

في سَبيلِ الإلاهِ مَجْدٌ توارَثْ

تَ كَريمَ الإصْدارِ والإيرادِ

في سبيلِ الإلاهِ أخْلاقُكَ اللا

تِي هيَ العَذْبُ في احْتِدامِ الجوادِ

في سبيل الإلاهِ علْم تروّي

هِ ونَقْلٌ مُصَحَّحُ الإسْنادِ

في سبيل الإلاهِ منْكَ خِلالٌ

تَذَرُ الشّهْبَ في حَضيضِ الوِهادِ

لي ثَناءٌ كما علِمْتَ هوَ الوشْ

يُ وصَنْعاءُ في فَمي وفُؤادي

فلِذا ما أحوكُ عصْبَ امْتِداحي

سابِريّاً مُسَهَّمَ الأبْرادِ

مُخْجِلاً لفْظُهُ حَلاوَةَ معْنا

هُ صَحيحَ الأسْبابِ والأوْتادِ

ما الذي تحْصُرُ المَمادِحُ والحمْ

دُ وقدْ جُزْتَ غايَةَ التّعْدادِ

فلوَ انّي اسْتَنْصَرْتُ إذ رَوَيْتُ شُكْري

كَ وحمدي لِسانَ قُسِّ إيادِ

وجعَلْتُ النّهارَ طِرْسيَ كيْما

أحْمي الوُدَّ والظّلامَ مِدادي

نَفِدَ الطّرسُ والمِدادُ ولمّا

أحْصِ شُكْري ولا شَرَحْتُ وِدادي

وإذا ما مَدَحْتُ لسْتُ ببِدْعٍ

إنّ في البحْرِ وقْعَ كلِّ ثِمادِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن لسان الدين بن الخطيب

avatar

لسان الدين بن الخطيب حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-alkhatib@

746

قصيدة

3

الاقتباسات

591

متابعين

محمد بن عبد الله بن سعد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله، الشهير بلسان الدين ابن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ ...

المزيد عن لسان الدين بن الخطيب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة