الديوان » العراق » بهاء الدين الصيادي » كل حال لا بد آنا يحول

عدد الابيات : 43

طباعة

كلُّ حالٍ لا بدَّ آناً يحول

وظلال الشأنين يوماً يزول

لا تمل للأغيار يا خلِّ قلباً

فعناء الأغيار شرحٌ يطول

واعتمد خالصاً على الله واترك

رؤية الغير فهي شيءٌ فضول

خلِّ لله في فؤادك سرّاً

فبذا السرِّ يحصل المأمول

وارجع الأمر للمهيمن واصبر

فإلى الله كلُّ أمرٍ يؤلُ

ربَّ يسرٍ جلاه من قلب عسرٍ

حار فيه من الفحول العقول

وطوى شقَّة البلاء بغوثٍ

صمدي عن من عراه ذهول

وأعاد النيران بردً سلاماً

أخمدتها من الغيوب السيول

وبلطف ردَّ السيوف التي قد

هزَّها الصائلون فيها فلول

وبرمش الطرف استفزَّ جنودا

ردَّت الخصم يوم فزَّ يصول

وأقام الضعيف بالعزِّ يعلو

بيد العون وهو فردٌ ذليل

وبسرِّ الألطاف قام بتصري

فِ شؤنٍ لها الجبال تزول

ولوى هامةً واقصر باعاً

مدَّ في الخائفين وهو طويل

كلُّ شيءٍ على علاه وتنزي

هِ معالي الصفات منه دليلُ

حيَّر الكلُّ قدسه فعلى مق

دار إلهامه القؤل يقول

كلُّ عقلٍ به لعجزٍ ذهول

كلُّ قلبٍ بسرِّه مشغول

ذكره راحةً القلوب ولا ش

كَّ بتكراره يداوي العليل

هو باقٍ والكُّ فانٍ وإن أع

ياك بالوهم يا جهول الغفول

أين من جاء منذُ آدم للآ

نِ وها نحن خلفهم القفول

قد طوتهم يد البقاء قضو آلا ال

قوم قومٌ ولا الطلول طلول

غيَّرتهم فلا القصير قصيرٌ

فنراه ولا الطويل طويل

وجميع الذرات تطوي بذاك ال

دربِ طيا وليس عنه عدول

آيةٌ للقهار دلَّ عليها

يا وليُّ المعقول والمنقول

هو في كونه يعيد ويبدي

وهو في كلِّ حاجةٍ مسؤلُ

رنَّ في فكرة القطيع اتحادٌ

من كثوفاتِ وهمه وحلول

بئس ما نابه ضلالا وزوراً

هو في حكم غيِّه مخذول

قدِّس الله عن سمات حدوثٍ

فهو باقٍ والحادثات تزول

وجِّه القلب بالخشوع إليه

علَّ فالصدق وجهه مقبول

واجعل المصطفى لقلبك باباً

فهو من جانب الإله الرسول

باب رحب القدس المنيع حبيب الل

هِ حقاً وسيفه المسلول

ليت شعري هل أشتفي وأراني

لي فس ساحة النبيِّ مثول

أبعث الدمع كالسحاب وثوبي

يقطر الماء ذيله المبلول

وأناديه من فؤادٍ وجيعٍ

وجميعي بلوعتي مشمولُ

يا ملاذ الوجود عوناً فإني

في حماك العالي وقيع دخيلُ

أدرك أدرك برحمة وحنانٍ

لضليعٍ قد أثقلته الحمول

جاء يشكو إليك ذنباً عظيماً

وهموماً به القوي مكبول

فتقضَّل يا ابن العواتك فالكر

بُ متى شئت عقده محلول

وعليك الصلاة ما راح يتلى

في مثاني مديحك التنزيل

وعليك السلام ما نصَّ فرقا

نٌ جلاه التحويجُ والترتيلُ

قرأته أفراد قومٍ كبارٍ

مثلما جاءكم به جبريلُ

والذي قد حباك قدرا جليلا

فيه باهي قبل البروز الخليل

ليس بعد الرحمن إلاك قصدي

إن عدا الجند أو تداعى الخيول

كيف لا أترك السوى ولعمري

كلُّ حالٍ لابدَّ آناً يحولُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بهاء الدين الصيادي

avatar

بهاء الدين الصيادي حساب موثق

العراق

poet-bahaa-al-sayadi@

406

قصيدة

1

الاقتباسات

394

متابعين

حمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي، بهاء الدين المعروف بالرواس. متصوف عراقي. ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه فجاور بمكة سنة، وبالمدينة سنتين. ورحل ...

المزيد عن بهاء الدين الصيادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة