الديوان » لبنان » عمر الأنسي » أظباء رامة بالظبى آرامها

عدد الابيات : 38

طباعة

أَظباءُ رامَةَ بِالظبى آرامُها

فَتَكَت بِأَفئِدَةٍ نَمَت آلامُها

أَم تِلكَ أَعيُنِ عينيها حَكَمَت بِنا

فَقَضَت بِسَلب عُقولِنا أَحكامُها

تَسطو بِأَلحاظ نبال جُفونها

أَمضى مِن الأَجَل المُتاح سِهامُها

مِن كُلّ هَيفاءِ المَعاطف كُلَّما

قامَت تُجاذب ردفَها وَقَوامها

مَرَّت وَقَد صَدحت حَمائم حليها

وَكَذاك تَصدح في الغُصون حمامُها

وَمَهاة سِربٍ في الفُؤاد مَحلّها

كَثرت عَليَّ بِحُبِّها لوّامُها

أَمسى الغَرام غريمها بي مثلَما

أَضحى غَريمي في الأَنام غَرامُها

هامَت بِها روحي جَوىً وَصَبابَةً

وَلَطالَما بِهَوايَ كانَ هيامُها

لَم أَنسَ لَيلة زارَ طَيف جَمالها

سحراً وَقَد جَافى الجُفون مَنامُها

بِتنا وَقَد ظَنَّ الوُشاة بِنا الخَنا

إِنَّ الظُنون كَثيرة أَوهامُها

مَن لي بِأَوقات المَسَرَّة في الحِمى

وَعُهود أُنسٍ لا يُملُّ دَوامُها

حَيّا الحَيا تِلكَ المَعاهدَ إنَّها

مَولاة عَهدي وَالزَمان غُلامُها

حَيث المَنازل لِلبُدور مَطالع

يَكسو أَهلّتها الجَمالَ تَمامُها

حَيث الرِياض أَريجة أَرجاؤُها

لِلَّهوِ طابَ مَحلُّها وَمقامُها

حَيث الحَدائق أَحدقت بِورودنا

أُنساً وَأَينَع وردُها وَخُزامُها

حَيث النَسيم رَوَت لَنا خَبر الهَوى

عَنها فَنمَّ بسرّها نمّامُها

حَيث الحَيا وَشّى بِساطَ رَبيعها

وَطِراز مَربعها فتمّ نِظامُها

لِلّه معتلّ الصبا كَم مُهجَةٍ

مُعتَلّة برئت بِها أَسقامُها

لَم أَلقَ أَطيَب مِن شَذا أَراجها

إِلّا إِذا مَدح الأَمين همامها

شَمس الإِمارة بدرها مقدامها

سَيف المَعالي درعها صمصامها

شهم بعزّة قَدرِهِ الرُتب العُلى

رَفعت عَلى هام الكَواكب هامها

قُل لِلمناظر أَن يُقلَّ فَقلَّما

يَدع الفَريسة للسوى ضرغامُها

أَبت المَراتب أَن تُفارق أَهلَها

شَرَفاً لِكَيلا يُستَهان مقامُها

أَبَت المَناصب أَن تُفارق أَهلَها

حَتّى تَحلّ ذرى حِماه خِيامُها

أَنّى يُناظره السِوى بِشَمائل

لا تَستَوي أَنوارُها وَظَلامُها

إِن عُدَّت البُلغاء فَهوَ خَطيبها

أَو عُدَّت النبلاء فَهوَ إِمامها

أَو عُدّت الأمراءُ فَهوَ أَميرها

أَو عُدَّت الخُلَفاء فَهوَ حُسامُها

يا أَيُّها المَولى الَّذي نعماؤُه

عَمَّ الأَنام بِبَذلِهِ إنعامُها

أَعجَزت أَلسِنة المَلا عَن شُكرِها

ولَقَد تحار بِوَصفِها أَفهامُها

فَإليك بكراً عَن سِواك تَحجّبت

حَتّى أُميط لَدى عُلاك لثامُها

قامَت بِخدمة بابك العالي كَما

حتمٌ عَلَيها أَن يَكون قِيامُها

أَعلى مَقامكَ في الأَنام مَقالها

فَسَمَت بِمَدحك في الوَرى أَعلامُها

وَأَتَت وَسيلَتها التَهاني وَالهَنا

أَرجى الوَسائل أَن يَطيب كَلامُها

فَاِستجل شَمس كُؤوسِها فَلَطالَما

رَقّت زُجاجتها وَراقَ مدامُها

وَليهنك العيد السَعيد فَلَم تَزَل

أَمثالُهُ بِكَ تَزدَهي أَعوامُها

عيد بِهِ نَحر الحَسود ألذّ من

نَحر الضَحايا سُوِّمت أَغنامُها

فاِسلمِ فَأَنتَ العيد لا أَعيادنا

فَهيَ المَواسم تَنقضي أَيّامُها

واِرقَ عَلى فلك السَعادة وَالعُلى

فَلَكَ التَهاني بدؤها وَخِتامُها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر الأنسي

avatar

عمر الأنسي حساب موثق

لبنان

poet-omar-onsi@

474

قصيدة

88

متابعين

عمر بن محمد ديب بن عرابي الأنسي. شاعر أديب متفقه. في شعره رقة وصنعة. مولده ووفاته ببيروت. تقلب في عدة مناصب آخرها نيابة قضاء صور. له (ديوان شعر) جمعه ابنه عبد ...

المزيد عن عمر الأنسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة