الديوان » مصر » أحمد محرم » أهاب الحق فاستبقوا كراما

عدد الابيات : 41

طباعة

أَهابَ الحقُّ فاسْتَبِقوا كِراما

وَهُزُّوا الأرضَ بأساً واعْتزاما

كَفَى بِكتابكم يا قومُ نُوراً

فَشُقُّوا السُّبْلَ واخْتَرِقوا الظَّلاما

كتابُ اللهِ لولا أن هدانا

لما وَضحَ السّبيلُ ولا اسْتَقاما

عَرَفْتُمْ حَقَّهُ فَرعَيْتُمُوهُ

وكنتم خيرَ مَن حَفِظَ الذِّماما

بِنعمةِ ربّكم قُمتُمْ عليهِ

وقام رَسولُه فيكم إماما

وذلك وَعدُهُ لا رَيْبَ فيهِ

يُبشِّرُ من يُريدُ له الدّواما

نِظامُ الدّينِ والدُّنيا وماذا

يكونُ النّاسُ إنْ فَقَدوا النّظاما

وما نَفْعُ الحياةِ لِكلّ حَيٍّ

إذا ما أصبحت داءً عَقاما

أَيعرفُ مَوْضِعَ الأحياءِ قومٌ

أَحَبّوا الموتَ واخْتاروا الحِماما

تَولَّوْا ما رَعَوا للهِ حَقّاً

ولا عَرفوا الحلالَ ولا الحراما

إذا هَمُّوا بِفاحشةٍ تَرامَوْا

كأسرابِ الوُحوشِ إذا ترامى

يُمزِّقُ بَعضُهم في الأرضِ بعضاً

ويَفْرِي اللحمَ منه والعِظاما

ويأبى العدلَ أَكثرُهم جُنوداً

فلا عَتْباً يَخافُ ولا مَلاما

يُغَنِّي والدِّماءُ له شرَابٌ

على نَوْحِ الأراملِ واليَتامَى

وَيمْشِي يَجعلُ الأشلاءَ جِسراً

لِيَبْلُغَ مِن بني الدّنيا مَراما

يَودُّ لوِ اسْتَقلَّ بكلِّ شَعبٍ

على الغبراءِ يَجعلهُ طعاما

شريعةُ ظالمينَ تَسيلُ آناً

دماً وتفيضُ آونةً ضراما

أتَى بِكتابِها مِنهم رسولٌ

طَوَى الأقطارَ يلتهمُ الأَناما

فراعينُ الحضارةِ لَيْتَ أنّا

بُلينا بالفراعين القُدامَى

أليسَ العلمُ كان لنا حياةً

فصارَ بِظُلمِهم موتاً زُؤاما

يَجَرُّ وَراءَهُ نُوَباً ثِقالاً

نُراعَ لها وأهوالاً جساما

يُرِينا كيفَ يَقذِفُ بالمنايا

كَموجِ البحرِ تَزْدَحِمُ ازْدِحاما

لها صُورٌ يَروحُ بها ويغدو

طِوالَ الدّهرِ صَبَّاً مُسْتَهاما

يَعدُّ العبقريَّةَ أن يراها

تُغادِرُ هذه الدُّنيا حُطاما

إذا اتَّخذَ القويُّ الظُّلمَ دِيناً

فأشقى النّاسَ مَن يُلْقِي الزّماما

هو الإسلامُ ما للنّاسِ واقٍ

سِواهُ فأين يَذهبُ من تَعامى

يَذودُ عنِ الضَّعيفِ فَيتَّقِيهِ

مِنَ الأقوامِ أَنْفَذُهم سِهاما

يَلوذُ بهِ إذا ما خَافَ ضَيْماً

فينصرهُ ويمنعُ أن يُضاما

لِكُلٍّ حَقُّهُ وَلِمَنْ تَعدَّى

جَزاءُ البَغْيِ مَقضِيَّاً لِزاما

كَفَى بكتابِكم يا قومُ طِبّاً

لِمَنْ يشكو من الأُمَمِ السَّقاما

كِتابٌ يَملأُ الدنيا حَياةً

ويَنْشُرُ في جَوانِبها السَّلاما

أقيموا الحقَّ بالسُّوَرِ الغَواليِ

فإنّ اللهَ يأمرُ أن يُقاما

وأَوْصُوا المسلمينَ بها فإنّي

أَراهُمْ عَن ذَخائِرها نِياما

وليس لِغافلٍ عَنها نَصيبٌ

مِنَ الحُسْنَى وإن صَلَّى وَصَاما

تَعَالى الله أَنزلَها عَلينا

عِظاماً تَبعثُ الهِمَمَ العِظاما

نَرَى في كلِّ ما نَعتادُ منها

إماماً عادلاً وفتىً هُماما

نَرَى أمَماً مِنَ العِقبانِ تَمضِي

إلى الغاياتِ تخترقُ الغَماما

نَرَى مَعْنَى الحَياةِ وكيفَ تَسمو

فَتحتلُّ الذُّؤابةَ والسَّناما

نَرَى الدُّنيا العَريضةَ عِنْدَ دِينٍ

تَزيدُ بِرُكنِهِ العَالي اعْتِصاما

هِيَ الأخلاقُ طَيِّبَةً حِساناً

نُقِيمُ بها مِنَ المُلكِ الدِّعاما

عَليْها فَارْفَعوا البُنيانَ حتّى

أَرَى بُنايانَكم بَلَغ التَّماما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

442

قصيدة

1

الاقتباسات

684

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة