الديوان » مصر » أحمد محرم » كيف القرار ونار الحرب تستعر

عدد الابيات : 32

طباعة

كَيفَ القَرارُ وَنارُ الحَربِ تَستَعِرُ

وَالهَولُ مُضطَرِمُ البُركانِ مُنفَجِرُ

وَيحَ العُيونِ أَيَغشاها النُعاسُ وَقَد

شَفَّ الهِلالَ عَلَيها الحُزنُ وَالسَهَرُ

يَبيتُ يَخفِقُ مِن خَوفٍ وَمِن حَذَرٍ

حَرّانَ يَرقُبُ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ

ريعَ الحَطيمُ فَأَمسى وَهوَ مُنتَفِضٌ

وَأَقلَقَت يَثرِبَ الأَحزانُ وَالذِكَرُ

وَيحَ الحَجيجِ إِذا حانَت مَناسِكُهُم

ماذا يَرى طائِفٌ مِنهُم وَمُعتَمِرُ

أَيَطرَبُ البَيتُ أَم تَبكي جَوانِبُهُ

حُزناً وَيُعوِلُ فيهِ الرُكنُ وَالحَجَرُ

أَينَ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللَهِ يُطفِئُها

حَرباً عَلى كَبِدي مِن نارِها شَرَرُ

أَينَ اللِواءُ وَخَيلُ اللَهِ يَبعَثُها

عَمرٌو وَيَصرُخُ في آثارِها عمرُ

أَينَ المَقاديمُ مِن فَهرٍ وَمِن مُضَرٍ

وَمِن قُرَيشٍ وَأَينَ السَادَةُ الغُرَرُ

أَينَ المَلائِكَةُ الأَبرارُ يَقدُمُهُم

جِبريلُ يَستَبِقُ الهَيجا وَيَبتَدِرُ

أَينَ المَعامِعُ تَرفَضُّ النُفوسُ بِها

هَلكى وَيَستَنُّ فيها النَصرُ وَالظَفرُ

أَينَ الوَقائِعُ تَهتَزُّ العُروشُ لَها

رُعباً وَتَنتَفَضُ التيجانُ وَالسُرُرُ

أَينَ القَياصِرُ مَقهورينَ لا صَلَفٌ

يَنأى بِجانِبِهِم عَنّا وَلا صَغَرُ

أَينَ الحُماةُ وَقَد ضاعَت مَحارِمُنا

أَينَ الكُفاةُ وَأَينَ الذادَةُ الغُيُرُ

أَينَ النُفوسُ تَرامى غَيرَ هائِبَةٍ

أَينَ العَزائِمُ تَمضي ما بِها خَوَرُ

أَينَ الأَكُفُّ يَفيضُ المالُ مُندَفِقاً

مِنها كَما اِندَفَقَت وَطفاءُ تَنهَمِرُ

مَن لي بِهِم مَعشَراً صَيداً غَطارِفَةً

ما ضَيَّعوا ذِمَّةً يَوماً وَلا غَدَروا

إِن أَدعُهُم لِجَلاءِ الغَمرَةِ اِبتَدَروا

وَإِن أَصِح فيهِمُ مُستَنفِراً نَفَروا

إيهٍ بَني مِصرَ إِنَّ اللَهَ يَندُبُكُم

فَسارِعوا قَبلَ أَن تودي بِنا الغِيَرُ

لَبَّيكَ رَبّي وَلا مَنٌّ عَلَيكَ بِها

فَما لَنا دونَ ما تَبغي بِنا وَطَرُ

لَبَّيكَ لَبَّيكَ إِنَّ القَومَ قَد ذَعَروا

سِربَ الخِلافَةِ بِالأَمرِ الَّذي اِئتَمَروا

صالَ المُغيرُ عَلَيها صَولَةً عَجَباً

ما صالَها قَبلَهُ جِنٌّ وَلا بشرُ

أَينَ التَواريخُ نَستَقصي عَجائِبَها

وَأَينَ ما وَعَتِ الآياتُ وَالعِبَرُ

حَربٌ بِلا سَبَبٍ ماجَت فَيالِقُها

فَالبِرُّ يَرجِفُ وَالدَأماءِ تَستَعِرُ

يا موقِدَ الحَربِ بَغياً في طَرابُلسٍ

بِأَيِّ عُذرٍ إِلى التاريخِ تَعتَذِرُ

أذكَ وَالعَصرُ عَصرُ النورِ عِندَكُم

فَما يَكونُ إِذا ما اِسوَدَّتِ العُصُرُ

أَينَ الأُلى زَعَموا الإِنصافَ شِرعَتُهُم

وَقامَ قائِمُهُم بِالعَدلِ يَفتَخِرُ

يا أَكثَرُ الناسِ إِنصافاً وَمَعدَلَةً

العَدلُ يُصعَقُ وَالإِنصافُ يحتَضرُ

نِعمَ الشَريعَةُ ما سَنَّت حَضارَتُكم

الحَقُّ يُخذَلُ وَالعُداونُ يَنتَصِرُ

لَسنا وَإِن عَزَبَت أَحلامُنا وَخَوَت

مِنّا الرُؤوسُ بِقَولِ الزورِ نَنبَهِرُ

مَتى أَرى الجَيشَ وَالأُسطولَ قَد شَفَيا

داءَ الَّذينَ زَجَرناهُم فَما اِزدَجَروا

داءُ الحَضارَةِ في أَسمى مَراتِبِها

فَما عَلى الكَلبِ أَن يَعتادَهُ السُعُرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

442

قصيدة

1

الاقتباسات

684

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة