الديوان » مصر » أحمد محرم » أأنت يا ابن رزام تغلب القدرا

عدد الابيات : 29

طباعة

أأنت يا ابنَ رِزامٍ تَغلِبُ القَدَرا

جَرِّبْ لك الويلُ من غِرٍّ وسوف ترى

جَرِّبْ أُسَيْرُ ولا تَجزعْ إذا عَثرتْ

بك التجاريبُ إنّ الحُرَّ من صبرا

كذبتَ قومك إنّ الحقَّ ليس له

من غالبٍ فَاعْتَبِرْ إن كنتَ مُعتبِرا

هيهاتَ مالكَ إلا الغَيُّ تتبعُهُ

والغيُّ يتبعه في النَّاسِ من فجرا

بِئسَ الأميرُ وبئسَ القومُ إذ جعلوا

لك الإمارَةَ كيما يُداركوا الظَّفرا

الظّافرونَ بنو الإسلامِ لا فَزَعاً

يرى العِدَى في الوغَى منهم ولا خَوَرا

همُ الأُلَى يُلبِسونَ الحربَ زِينتَها

إذا تَعَرَّتْ وَولَّى الذّادةُ الدُّبُرا

ماذا تُحاوِلُ بالأشياعِ تَندبُهم

حاولت يا ابنَ رِزامٍ مطلباً عَسِرا

ظَنَنْتَها غزوةً تَخفَى مكائدها

فما احتيالُكَ في السِرِّ الذي ظَهَرا

لو لم يُوافِ رَسولَ اللّهِ مُخبِرُهُ

وافاهُ مِن ربِّهِ مَن يحمِلُ الخبَرا

كم فَضَّ جِبريلُ مِن صَمَّاءَ مُغْلَقَةٍ

أنْحَىَ على سِرِّها المكنونِ فاشتهرا

على أبي رافعٍ فَلْتَبْكِ مِن أسَفٍ

وَاسْتَبْقِ نفسَكَ إنْ كُنْتَ امرأً حذرا

ذلت يهود فما يرجى لها خطرٌ

على يدي من نهى فيها ومن أمرا

دَعْها أُسيْرُ لكَ الويلاتُ من رجلٍ

ضَلَّ السَّبيلَ فأمسى يَركبُ الغَررَا

ألستَ تُبصِرُ عبدَ اللهِ في نَفَرٍ

أعْظِمْ به وبهمْ من حَولِهِ نَفَرا

جاؤوكَ يا ابنَ رِزامٍ لو تطاوعُهم

لأذهبَ اللَّهُ عنكَ الرِّجسَ والوَضَرا

لكنّك المرءُ لو ترميهِ صاعقةٌ

تَنهاه عن نَزعاتِ الغَيِّ ما ازْدجَرا

رَدُّوا لكَ الخيرَ تُسدِيه إليكَ يدٌ

ما مِثلُها من يدٍ نَفْعاً ولا ضَرَرا

قالوا انْطَلِقْ معنا إن كنتَ مُنطلقاً

فأْتِ الرَّسولَ وَسَلْهُ تبلغِ الوَطَرا

ما شِئتَ مِن سُؤْدُدٍ عالٍ ومن شَرَفٍ

على اليهودِ ويَجزِي اللَّهُ من شكرا

أبَى وراجعَهُ من نفسه أمَلٌ

أغراهُ بالسَّيرْ حتَّى جَدَّ مُبتَدِرا

ثُمَّ انثنَى يَتمادَى في وَساوِسه

يَظنُّ ذلك رأياً منه مُبتَسَرا

واختارَها خُطَّةً شَنعاءَ ماكرةً

فحاقَ بالجاهلِ المأفونِ ما مكرا

أرادَ شرّاً بعبدِ اللَّهِ فَانْبعثتْ

مِنْه صَرِيمةُ عادٍ يَنقُضُ المِرَرا

رَآهُ أَخْوَنَ مِن ذئبٍ فَعاجَلَهُ

بالسَّيفِ يُوردُه مِنه دماً هَدَرا

وَانْقضَّ أصحابُه يَلْقونَ من معهُ

مِن قومِهِ فاستحرَّ القتلُ وَاسْتَعَرا

لم يتركِ السيفُ منهم وَهْوَ يأخذُهم

إلا حُشَاشَة هافٍ يَسبقُ البصرا

مَضَى مع الرِّيحِ لا يأسَى لمهلِكِهِم

ولا يُبالي قضاء اللَّهِ كيفَ جَرَى

كذلك الغدرُ يَلْقَى الويلَ صاحِبُه

وكيف يأمنُ عُقْبَى السُّوءِ من غَدَرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

442

قصيدة

1

الاقتباسات

684

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة