الديوان » مصر » أحمد محرم » وفد نجران إن أردت الرشادا

عدد الابيات : 39

طباعة

وَفَدَ نَجرانَ إن أردتَ الرَّشادا

فَاتَّقِ اللهَ واتَّبِعْ ما أرادا

وتأمّلْ فَتِلكَ حُجَّتُه البي

ضاء لم تُبقِ ظَلمةً أو سوادا

وَضَحَ الحقُّ وَانْجَلَى الشَّكُ فَانْظُرْ

إنّه النُّورُ قد أضاءَ البلادا

إنّهُ الدّينُ قَيِّماً يُصلِحُ الأم

رَ ويَنْفِي الأذى معاً والفَسادا

جِئتَ في زِينَةٍ وبَسْطَةِ حالٍ

تزدهيكَ الجِيادُ إذ تَتهادى

وهداياكَ من مُسُوحٍ وبُسُطٍ

زِيدَ فيها الفنُّ البديعُ وزادا

صَدقتْ صَنعةُ التصاويرِ فيها

وَهْيَ إفكٌ سَبيلهُ أن يُعادَى

ردَّها الصَّادِقُ الأمينُ تُقاةً

وقَضَى الأمرَ حِكمةً وسَدادا

ودعاهم إلى التي هِيَ أهْدَى

فأبَى الظالمونَ إلا عِنَادا

زَعموا أنّهم على الحقِّ ما حا

دوا ولكنَّه عن الحقِّ حادا

أيظنُّ المسيحَ عَبْداً وقد كا

ن إلهاً أتى يدينُ العِبادا

قال لا تكذبوا عليه وتُوبوا

وَاتْبَعوا الحقَّ مِلَّةً وَاعْتِقادا

إنّ عِيسَى صَلَّى الإلهُ عليهِ

كان للحقِّ قُوةً وعَتادا

هُوَ مِن رُوحِ ربِّهِ مُستفادٌ

وسَبيلُ المخلوقِ أن يُستفادا

كان في قومِه رسولاً رَضِيَّاً

يَتَّقِي رَبَّهُ ويَرْجُو المعادا

لا أبٌ كالذي زَعمتُمْ ولا ابنٌ

فدعوا الشِّركَ وَانْبِذوا الإلحادا

وَحِّدُوا اللهَ مالكم منه واقٍ

وَاحْذَرُوا الخيلَ والسُّيوفَ الحِدادا

ضَلَّ من يدَّعِي لِمَنْ هُوَ فَردٌ

في عُلاهُ الأبناءَ والأندادا

فتنتهم أعمالُه وَهْيَ مِنْ قُدرةِ

اللّهِ وشَرُّ الضَّلالِ أن يَتمادى

رُمِيتْ يَثْرِبٌ بوفدٍ جَمادٍ

هل رأى العالمون وَفدا جَمادا

عَدِمَ العقلَ فهو يُمعِنُ في الجه

لِ ويأبَى فما يُريدُ اتّئادا

أنزل اللهُ آيةً لو وعاها

راحَ بعد اللجاجِ يُلقِي القِيادا

لم يَكُنْ دُونَ أن يبيدَ مَحيصٌ

لَيْتَهُ بَاهَلَ النَّبيَّ فَبادا

مَنعتهم آجالهم فَتَفَادَوْا

ما يودُّ الحريصُ أن يَتفادى

وأتوا مُذعِنينَ يبغونَ صُلحاً

يَدفعُ الويلَ والخطوبَ الشِّدادا

سيّدُ الرسلِ أمّلوهُ ففازوا

إنّما أمَّلوا الكريمَ الجَوادا

اشترُوا مِنْهُ أنفُساً نَجِساتٍ

زادها البيعُ والشِّراءُ كَسَادا

حُلَلٌ لا تكونُ إن هِيَ عُدَّتْ

دُونَ ألفٍ ولا تَجِيءُ فُرادا

يَبعثُ القومُ مِثلَها من لُجَيْنٍ

يُعجِبُ النّاظِرينَ والنُّقّادا

سِرْ حَثيثاً أبا عُبيدةَ وَامْلأْ

أرضَ نَجرانَ هِمَّةً وَاجْتِهَادا

أنتَ أنتَ الأمينُ عزَّ بكَ الصُّن

عُ الذي يرفع الرِّجالَ وسادا

خَلُصَتْ للنبيِّ مِنكَ خِلالٌ

أفعمتْ نَفْسَهُ هَوىً وودادا

أخذوا العهدَ رَحْمَةً وسلاماً

بعد أنْ ضلَّ سَعْيُهُم أو كادا

يَبلغُ الحقُّ مُبتغاهُ وتزدا

دُ قُواهُ تَمادِياً واطِّرادا

وأضلُّ الرجالِ من لا يُلبِّي

دَاعِيَ اللهِ طائعاً إذ يُنادَى

أيها المُؤمنُونَ تُوبوا إلى الل

هِ وكونُوا لِدِينِهِ أوْتادا

أَرَغِبْتُمْ إذ أقبلَ الوفد في الدن

يا وكنتم من قبله زُهّادا

إنّ خيراً من ذلكم جَنَّةُ اللَ

هِ فلا تَعْدِلوا بِتَقواهُ زَادا

ما لِنَفْسٍ من غِبْطَةٍ أو سُرورٍ

بمتاعٍ تَخْشَى عليهِ النَّفادا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

442

قصيدة

1

الاقتباسات

684

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة