الديوان » العصر العثماني » جميل صدقي الزهاوي » يا موطنا قد ذبت فيه غراما

عدد الابيات : 48

طباعة

يا موطنا قد ذبت فيه غراما

أهدي إليك تحية وسلاما

لولاك لم اك في الوجود ولم اشم

بلج الصباح واسمع الانغاما

افديك من وطن نشأت بارضه

ومرحت فيه يافعا وغلاما

ما كنت الا روضة مطلولة

تحوي الورود وتفتق الاكماما

غازلت منها في الغدو بنفسجا

وشممت منها في الاصيل خزاما

وسعدت العب فوق ارضك ناشئا

وشقيت شيخا لا يطيق قياما

لك قد غضبت وفي رضاك حملت ان

تنتابني نوب الزمان جساما

وسمعت من ناس شرير طبعهم

كلماً على نفسي وقعن سهاما

لي فيك يا وطني الذي قد ملني

حب يواري في الرماد ضراما

اما المنى فقد انتهت ومضاتها

الا بصيصا لا يزيل ظلاما

من ثقفته الحادثات ملمة

يلقى الخطوب بصدره بساما

كبر الألى من طيب اعراق لهم

كانوا اذا لؤم السفيه كراما

انا للافاعي غير مكترث وان

تركت بنفسي نابها آلاما

بالذل لا ارضى وان سلمت به

روحي وارضى بالحمام زؤاما

حي الذين اذا الهوان اصابهم

تخذوا الاباء من الهوان عصاما

يا حامل الصمصام لا يحمى به

حقا لماذا تحمل الصمصاما

ما في المساواة التي نشدو بها

ان الوهاد تطاول الآكاما

يا قومنا لا نفع في أحلامكم

فخذوا الحقائق وانبذوا الاحلاما

اخشى عليكم في الحياة تدهورا

فيه الرؤوس تقبل الاقداما

جهل الذين على قديم عولوا

ان الزمان يغير الاحكاما

واشد خلق الله جهلا امة

نقضت فظنت نقضها ابراما

ولربما اطرى افاعيلا له

كانت اذا استقرأتها آثاما

لا يستطيع بناء مجد صادق

من لا يكون لكاذب هداما

هل يخرق العادات فيما جاءه

الا جريئي لا يخاف ملاما

أاذا نجحت حمدت نفسك مطريا

واذا فشلت تعاتب الاياما

ان الحياة وغى وقد ينبو بها

سيف الشجاع ولا يكون كهاما

ولرب حرب تختفي ابطالها

تحت الستار ولا تثير قتاما

ذم التعصب في الجدال فانه

سقم يجر وراءه اسقاما

ما انت الا ذرة منسية

في بقعة من عالم يترامى

كون تحركه نواميس له

كانت له منذ القديم لزاما

تشكو به الايام مثلك اسرها

فمن السخافة لومك الاياما

فيه الشموس كثيرة فمن الذي

في البدء اضرم نارها اضراما

من يحسب الاوهام منه حقائقا

يجد الحقائق كلها اوهاما

او كان من داء به يصدى فقد

يرد الخضم ولا يبل اواما

لا ينكر الحق المبين سوى امرئ

يعمى وشر منه من يتعامى

ولقد يكون الفوز حلفا للألى

غمدوا السيوف وجردوا الاقلاما

كم ريشة في كف اروع بددت

جيشا تدجج بالحديد لهاما

ظن ابن آوى انه اسد الشرى

حتى اذا لقي الهزبر تحامى

لا تسخرن فلابن آوى عذره

ان لا يكون القسور الضرغاما

ولقد جعلت لي الطبيعة قدوة

وتخذت منها في الحياة اماما

ما ان اروم وان رجتني رغبة

ما ليس يمكن ان يكون مراما

السيل اما عب مندفعاً فلا

يدع الوهاد ويغمر الآكاما

ولقد اقول الشعر منفعلا به

ولقد انبه بالقريض نياما

بسمت بنات الشعر حين شببن لي

فقطمتهن فما اردن فطاما

اسفي على الادب الذي يبغون ان

يكسوه من عصر خلا اهداما

اخذت تنغص راحتي ضوضاؤهم

من غير ان يلقى الجدال نظاما

فوددت لو ان الذين تجادلوا

جعلوا الوفاق على الصواب ختاما

انا لا احب سوى مكان هادئ

اما الزحام فلا اريد زحاما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جميل صدقي الزهاوي

avatar

جميل صدقي الزهاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-jamil-sidqi-al-zahawi@

373

قصيدة

2

الاقتباسات

138

متابعين

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان، الزهاوي. شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده ووفاته ببغداد. كان أبوه مفتيها. وبيته بيت ...

المزيد عن جميل صدقي الزهاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة