الديوان » العصر العثماني » جميل صدقي الزهاوي » تأن في الظلم تخفيفا وتهوينا

عدد الابيات : 39

طباعة

تأَنَّ في الظلم تخفيفاً وتهوينا

فالظلم يقتلنا والعدل يحيينا

يا مالكا أمر هذي الناس في يده

فابيضّ ليلك واسودّت ليالينا

أوضاك أنا جهلنا كل معرفةٍ

زمانَ جاز الورى فيه الميادينا

أرضاك أنا سكتنا عن مطالبنا

يا مالك الأمر ما أرضاك يؤذينا

ليست طريقك محموداً مغبتها

غيِّر إذا شئت في الأحوال تحسينا

ارحم قلوباً لأقوامٍ إذا عطشت

للعدل يوماً سقاها الظلم غِسلينا

لقد ملكت فأسجح إننا فئة

لا شيء غير جمال العدل يرضينا

كم نسوةٍ قتلت ظلما بعولتها

فصرن يهملن دمعاً قبله صينا

يا رقق اللَه منك القلب من ملك

يجمع المال لكن من مساعينا

في عهده صار يُبكى الحيفُ أعيننا

دماً ويضحكه ما كان يبكينا

فكم شبابٍ من الأحرار قد هلكوا

وللإرادات قد صاروا قرابينا

ما ان تهضَّم سلطان رعيته

فالملك قبلك قد ربى سلاطينا

كانوا على الناس آباء أولى شفق

وفي الأرائك أملاكاً خواقينا

وكانت الناس في أيام دولتهم

لا يبخسون على الناس الموازينا

وهل ترى غير عمران ومسعدةٍ

إذا التفتَّ قليلاً نحو ماضينا

قد انقضت دولة بالعدل عامرة

كنا سعدنا على أيامها حينا

لقد نشرت قوانينا موقتة

ولم تولِّ الذي يُجرى القوانينا

قست قلوب ولاة أنت مرسلهم

كأَنما اللَه لم يخلق بها لينا

تراهُمُ أغبياءً عند مصلحة

وفي المفاسد تلقاهم شياطينا

تكدرت بازدياد الجور عيشتنا

حتى غدا ماؤها في كأسه طينا

وضاع في الملك عدلٌ يُستظل به

ما بين إغماض مرشيِّ وراشينا

إن الرعية أغنما يَحدُّ لهم

عمَّالك المستبدون السكاكينا

كم عاهدوا أنهم يأتون معدلة

لكنهم جانبوا الإنجاز لاهينا

يا والي السوء لا تكذب بموعدة

فالكذب ليس بمحمود وإن زينا

في كل يوم تلاقين احتفال ردى

لِلّه ما أنت يا نفسي تلاقينا

يا شمس لا تشرقي بالنور أوجنا

فذاك يملأ غيظاً قلب والينا

وأنت يا ريح إن راعيت جانبنا

فلا تهبِّي على جَهر بوادينا

ماذا على من يشمُّ العدل مكتفيا

بنفحة منه إن عاف الرياحينا

يا عدل إن التفاتاً منك يسعدنا

يا عدل إن ابتساما منك يكفينا

إن غبت عنا فلا عيش يطيب لنا

ولا نسيم الصبا إن هب يسلينا

يا عدل من كانَ محبوباً محاسنه

ما هَكَذا يصرم القوم المحبينا

يا من لياليهم باللهو قد قصرت

تذكروا أننا طالت ليالينا

ما السعي منك لنيل العدل عن كثب

يا نفس إلَّا أمانيٌّ تَمنينا

قد سافر الجهل إلّا عن منازلنا

وأثمر العلم إلا في نواحينا

ما جاءنا الشر إلا من تهاوننا

ما عمنا الظلم إلا من تغاضينا

لو أن في الجهل كل الجاه مدخر

لما ربحنا به دنيا ولا دينا

لابر من فك ما قد شد من عقد

كف الاسار بأيدينا بأيدينا

إن الذين استحبوا قتل أنفسهم

فراً من الضيم ما كانوا مجانينا

الموت أفضل أدنى اللَه ساعته

من الحياة التي أمست تعنِّينا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جميل صدقي الزهاوي

avatar

جميل صدقي الزهاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-jamil-sidqi-al-zahawi@

373

قصيدة

2

الاقتباسات

138

متابعين

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان، الزهاوي. شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده ووفاته ببغداد. كان أبوه مفتيها. وبيته بيت ...

المزيد عن جميل صدقي الزهاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة