الديوان » العصر الأندلسي » الأبيوردي » ومتيم زهرت بواقصة له

عدد الابيات : 25

طباعة

ومُتَيَّمٍ زَهَرَتْ بواقِصَةٍ لهُ

مَشْبوبَةٌ تَقْتادُ طَرْفَ العاشي

وتُضيءُ أحْوَرَ يَسْتَفِزُّ إِلى الصِّبا

نِضْوَ المَشيبِ مُحالِفَ الإرْعاشِ

ألِفَ الكَرى لمّا اطْمأنَّ فِراشُهُ

وهَجرْتُهُ قَلِقاً عليَّ فِراشي

يا مَنْ يُؤرِّقُني هَواهُ ومَدْمَعي

هَطِلٌ كَصَوْبِ العارِضِ الرّشّاشِ

لمْ يَثْوِ حُبُّكَ في فؤادي وَحْدَهُ

لكنْ جَرى في أعْظُمي ومُشاشي

لا تَحْسَبِ السِّرَ الذي استَوْدَعْتَني

ممّا يَفُرُّ حَشايَ عنهُ الواشي

والشّوقُ يحلُمُ عنهُ لولا ناظِرٌ

سُلِبَ الوَقارَ بواكِفٍ طَيّاشِ

كالعُرْفِ يَكْتُمُهُ الأغَرُّ وعرْفُهُ

أرِجٌ تَنُمُّ بهِ المَدائِحُ فاشِ

نَشَزَتْ عَرانينُ العُداةِ على البُرى

فأذَلّها بأزِمّةٍ وخِشاشِ

يَجلو دَياجيرَ الأمورِ برأيهِ

والدّهْرُ أغْبَرُ والخُطوبُ غَواشِ

وتُظِلُّ منهُ السّمْهَريّةُ ضَيْغَماً

قَلِقَ الصّوارِمِ مُطمَئِنَّ الجاشِ

وكأنّ حائِمَةَ النّسورِ إذا غَزا

تأوي منَ القَتْلى إِلى أعْشاشِ

يا سَعْدُ إنّ الصِّلَّ عِندَكَ مُطْرِقٌ

فاحْذَرْ سُؤورَ مُنَضْنِضٍ نَهّاشِ

واجْنُبْ أخاكَ كُلَّ حادِثِ نِعْمَةٍ

آنَسْتَهُ فَجَزاكَ بالإيحاشِ

جَهِلَ الفَضيلَةَ فهْوَ يُنْكِرُ أهْلَها

والشّمْسُ تُعْشي ناظِرَ الخَفّاشِ

ويَشُبُّ ناراً لا يَرُدُّ زَفيرُها

والليلُ مُعْتَكِرٌ طَنينَ فَراشِ

طارَتْ بهِ الخُيلاءُ إذْ جَذَبِ الغِنى

ضَبْعَيْهِ والطّيرانُ للمُرْتاشِ

ولقد بُليتُ بهِ بَلاءَ مُهَنَّدٍ

بأبَلَّ لا وَرَعٍ ولا بَطّاشِ

فسَدَ الأنامُ فكُلُّ مَنْ صاحَبْتُهُ

راجٍ يُنافِقُ أو مُداجٍ خاشِ

وإذا اخْتَبَرْتُهُمُ ظَفِرْتُ بباطِنٍ

متجهِّمٍ وبِظاهِرٍ نَشّاشِ

لا شِمْتُ بارِقَةَ اللّئيمِ وإنْ غَدَتْ

إبِلي تَلوبُ على صَرًى نَشّاشِ

والشّمسُ راكِدةٌ يَذوبُ لُعابُها

والظِّلُّ يَكْنِسُ تارَةً ويُماشي

وكأنّهُنَّ وهُنَّ يأْلَفْنَ الصّدَى

مِنْ صَبْرِهنَّ عليهِ غَيْرُ عِطاشِ

فتبَرُّضُ العافي عُفافَةَ مِنْحَةٍ

يَحْبو بِها اللّؤَماءُ شَرُّ مَعاشِ

رُفِعَ الأظَلُّ على السّنامِ وأوطِئَتْ

قِمَمَ السُّراةِ أخامِصَ الأوْباشِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأبيوردي

avatar

الأبيوردي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alabywrdy@

390

قصيدة

159

متابعين

محمد بن أحمد بن محمد القرشي الأموي، أبو المظفر. شاعر عالي الطبقة، مؤرخ، عالم بالأدب. ولد في أبيورد (بخراسان) ومات مسموماً في أصبهان كهلا. من كتبه (تاريخ أبيورد) و (المختلف ...

المزيد عن الأبيوردي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة