الديوان » العصر الأندلسي » الأبيوردي » رنت إلي وظل النقع ممدود

عدد الابيات : 40

طباعة

رَنَتْ إليّ وظِلُّ النَّقْعِ مَمدودُ

سَوابِقُ الخَيلِ والمَهريُّ القُودُ

فَما غَمَدْنَ عنِ الأسيافِ أعيُنَها

إلا وَسْلولُها في الهامِ مَغمودُ

أفعالُنا غُرَرٌ فوقَ الجِباهِ لَها

وللحُجولِ دمُ الأعداءِ مَورودُ

أنا ابنُها ورِماحُ الخَطِّ مُشرَعَةٌ

وللكُماةِ عنِ الهَيجاءِ تَعْريدُ

منْ كُلِّ مرتَعِدِ العِرْنينِ يَحفِزُهُ

رَأيٌ جَميعٌ وطِيّاتٌ عَبابيدُ

صَحِبْتُهُ حينَ لا خِلٌّ يؤازِرُهُ

ولا يَخُبُّ إِلى واديه مَنجودُ

إذا ذَكرْناه هَزَّ الرُّمْحَ عامِلَهُ

والسّيفُ مُبتَسِمٌ والبأسُ مَشهودُ

نأى فأنْكَرْتُ نَصْلي واتَّهَمْتُ يَدي

وفاقِدُ النّصرِ يومَ الرّوعِ مَفقودُ

كادَتْ تَضيقُ بأنفاسي مَسالِكُها

كأنّ مَطلَعَها في الصّدْرِ مَسدودُ

ما فاتَ عارِمَ لَحظي رَيْثَ رَجْعَتِهِ

إلا وجَفني على ما ساءَ مَردودُ

يا عامِرُ بنَ لُؤَيٍّ أنتُمُ نَفَرٌ

شوسٌ إذا توثّبَ الدّاعي صَناديدُ

أرَحْتُمُ النَّعَمَ المَشلولَ عازِبُهُ

وقَدْ تكنَّفَهُ القَوْمُ الرّعاديدُ

فَما لجارِكُمُ لِيثَ الهَوانُ بهِ

وعِزُّكُمْ بمَناطِ النّجْمِ مَعقودُ

يَرنو إِلى عَذَباتِ الوِرْدِ مِنْ ظَمأٍ

لَحظَ الطّريدةِ حيثُ الماءُ مَثمودُ

وللرّكائِبِ إرْزامٌ تُرَجِّعُهُ

إذا أقَمْنا ولمْ تَشْرَقْ بِها البيدُ

كنّا نَحيدُ عنِ الرِّيِّ الذّليلِ بها

وهلْ يُرَوّي صَدى الأنضاءِ تَصْريدُ

فاسْتَشْرَفَتْ لِمَصابِ المُزنِ طامِحةً

وهُنّ مِنْ لَغَبٍ أعناقُها غِيدُ

وزُرْنَ أروَعَ لا يَثني مَسامِعَهُ

عنْ دَعوَةِ الجارِ تأنيبٌ وتَفنيدُ

فلِلْحُداةِ على أرجاءِ مَنهَلِهِ

بما تَحمّلْنَ منْ مَدْحي أغاريدُ

ألقَيْتُ عِبءَ النّوى عنهُنّ حينَ غَدَتْ

تُلقى إِلى ابنِ أبي أوفى المَقاليدُ

مُحَسَّدُ المَجْدِ لم يَطلُعْ ثَنيّتَهُ

إلا أغرُّ على العَلياءِ مَحسودُ

يَستَحْضِنُ اللّيلَ أفكاراً أراقَ لها

كأسَ الكَرى واعتِلاجُ الفِكرِ تَسهيدُ

للهِ آلُ عَديٍّ حينَ يَرمُقُهُمْ

لَحظٌ يُرَدِّدُهُ العافونَ مَزؤودُ

تَشكو إليهمْ شِفارَ البيضِ مُرهَفَةً

غُرٌّ مَناجيدُ أو أُدْمٌ مَقاحيدُ

فتلكَ أيديهمُ تُدْمي سَماحَتُها

والسّؤدَدُ الغَمْرُ حيثُ البأسُ والجودُ

بُشرى فقد أنجَزَ الأيامُ ما وَعَدَتْ

وقلّما صَدَقَتْ مِنها المَواعيدُ

إنّ الإمارةَ لا تُمطي غَوارِبَها

إلا المَغاويرُ والشمُّ المَناجيدُ

إن يَسْحَبِ النّاسُ أذيالَ الظّنونِ بِها

فلا يُخاطِرُ لَيثَ الغابَةِ السّيدُ

وقد دَعاكَ أميرُ المؤمنينَ لَها

والهَمُّ مُنتَشِرٌ والعَزْمُ مَكدودُ

فكُنتَ أوَّلَ سَبّاقٍ إِلى أملٍ

على حَواشيهِ للأنفاسِ تَصْعيدُ

وهلْ يُحيطُ منَ الأقوامِ ذو ظَلَعٍ

بغايَةٍ أحْرَزَتْها الفِتيَةُ الصّيدُ

ورضْتَ أمراً أطافَ العاجِزونَ بهِ

وكادَ يَلوي بشَمْلِ المُلْكِ تَبديدُ

فأحْجَموا عنهُ والأقدامُ ناكصَةٌ

وللأمورِ إذا أخلَقْنَ تَجديدُ

كذلكَ الصُّبحُ إن هزّتْ مَناصِلَهُ

يدُ السّنا فقَميصُ الليلِ مَقْدودُ

لولاكَ رُدَّتْ على الأعقابِ شارِدَةٌ

تمُدُّ أضْباعَها الصّيدُ المَجاويدُ

ولمْ تَرِدْ عَقْوَةَ الزّوراءِ ناجيةٌ

تُدمي السّريحَ بأيديها الجَلاميدُ

فُقْتُ الأعاريبَ في شِعْرٍ نأمْتُ بهِ

كأنّه لُؤلُؤٌ في السِّلْكِ مَنضودُ

إنْ كان يُعجِزُهُمُ قَولي ويَجمَعُنا

أصْلٌ فقدْ تَلِدُ الخَمرَ العناقيدُ

وهذهِ مِدَحٌ دَرَّتْ بِها مِنَحٌ

بيضٌ أضاءَتْ بهِنَّ الأزْمُنُ السّودُ

إذا التَفَتُّ إِلى ناديكَ مُمْتَرِياً

نَداكَ طُوِّقَ منْ نَعمائِكَ الجيدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأبيوردي

avatar

الأبيوردي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alabywrdy@

390

قصيدة

161

متابعين

محمد بن أحمد بن محمد القرشي الأموي، أبو المظفر. شاعر عالي الطبقة، مؤرخ، عالم بالأدب. ولد في أبيورد (بخراسان) ومات مسموماً في أصبهان كهلا. من كتبه (تاريخ أبيورد) و (المختلف ...

المزيد عن الأبيوردي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة