الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » ألا يا لقومي لاعتنان النوائب

عدد الابيات : 29

طباعة

أَلا يا لقومي لاِعتنانِ النّوائبِ

وللغُصنِ يُرمى كلَّ يومٍ بشاذبِ

ما لي أرى في العيد كلّ معيّدٍ

ويفوت طرفي شخصَ مَن أهواهُ

ما ذاكَ إلّا أَنّه غَبَطَ الرّدى

أهلَ الزّمانِ بقُرْبِه فدهاهُ

لَبّاهُ لمّا أنْ دعاه مُشَمِّراً

وبرغمِ قلبي أنّه لَبّاهُ

ولقد رمى قلبي الرّدى لمّا اِنتَحى

من كان حشوَ ضميره فرماهُ

كيف السُّلُوُّ وكلّما أمَرَ النُّهى

بلزومِهِ قلبي أبى فعصاهُ

أمْ كيف أنساهُ وفَقْدُ نظيرهِ

يأبى لقلبي الدّهرَ أنْ يَنْساهُ

وكأنّني وَجْداً به وصبابةً

أنّي طمحتُ بناظِرَيَّ أراهُ

ولقد تمكّن في الفؤادِ مكانُهُ

لمّا بلوتُ على الزّمانِ سواهُ

ولَرُبّما أصْفى بودِّك كلِّه

نَحوَ الّذي تهواهُ مَن تَقْلاهُ

ويُحَقُّ لي آبي العزاءَ عن اِمرئٍ

ما زال إنْ عزّ القبيحُ أباهُ

يُضحِي خَميصَ البطنِ من زاد الهَوى

والحُرُّ مَن للَّهِ كان طَواهُ

وتراه مُنقبضَ الجوارحِ والخُطا

فإذا سَرى فإلى الجميل سُراهُ

يعيي الورى إسخاطُهُ مَعَ أنّه

في كلّ شيءٍ يرتضيه رضاهُ

والأمرُ يُعرِضُ عنه ما لم يرتبطْ

بك نفعُهُ فإذا عَناك عناهُ

ولِمن يَوَدُّك وُدُّهُ وصَفاءُهُ

ولمن يَريبك رَيْبُهُ وقِلاهُ

ولَكَ الّذي يرجوه لا يثني به

كفّاً وليس عليك ما يخشاهُ

ولقد رأيتُ أخاه في النَّسَبِ الّذي

لا حَمْدَ فيه وما رأيتَ أخاهُ

وَالنّاسُ كلّهُمُ لأَصلٍ واحدٍ

وتفاضُلُ الأقوامِ في عُقباهُ

لَهْفي عَلى مَن كان قولي بعدما

واراهُ خَلْفَ التُّربِ ما واراهُ

ليس البعيد أخو التَّغَرُّبِ والنَّوى

لكنَّ مَن هِلْنا عليه ثَراهُ

سيّانِ عندي بعد نازلةِ الرّدى

مَنْ مدّ أوْ قَصَرَ الزّمانُ مَداهُ

والدّارُ زائلةٌ بنا لولا المُنى

ممّنْ تَعَوَّدَ أنْ تخيبَ مُناهُ

يسعَى الفتى فيما يجرّ ذيولَه

وإلى المنايا سَعْيُهُ وخُطاهُ

ويُسَرُّ إنْ أرخَى الزّمان خِناقهُ

ووراءَه حَنِقٌ يَحُدُّ مُداهُ

يُخفي على عَمْدٍ أَوانَ طُروقِهِ

فالمرءُ لا يدري متى يلقاهُ

هيهاتَ حلَّ الموتُ كلَّ قَرارةٍ

منّا وألقى في الجميعِ عَصاهُ

وحدا إليه غُدْوَةً وعشيةً

بركابنا مَن لا يملُّ حُداهُ

والنّفسُ ترجو عَوْدَ كلِّ مُسافرٍ

إلّا اِمرءاً قضتِ المنونُ نَواهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

91

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة