الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » ألا قل للوزير مقال مثن

عدد الابيات : 24

طباعة

ألا قلْ للوزير مقالَ مُثْنٍ

بما يولي من المِنَنِ الجِسامِ

أبي سعدٍ ومن لولاه كانتْ

أمورُ العالمين بلا نظامِ

أنِفْتُ تفضُّلاً من أنْ يُرى لي

مديحٌ سار في قومٍ لِئامِ

ولو أنّي جريتُ على اِختِياري

وكانتْ راحتي فيها زِمامي

لما عرّجتُ إِلّا عَن لِئامٍ

وَلا عرّستُ إِلّا في كِرامِ

ولكنّ التَّقِيَّةَ لم تزلْ بِي

تقود إلى فعالٍ أو كلامِ

عَنِ القومٍ الّذين على هداهمْ

بقولٍ في حلالٍ أو حرامِ

تلقّينا مجاملةَ الأعادي

وَفي الأحشاءِ وَقْدٌ كالضّرامِ

ولولا ما تراه سمعتَ قولي

وَكَم بُليَ المُفَوَّهُ بالكِمامِ

وإِنّي راقبٌ زمناً وشيكاً

يَبينُ به الصّباحُ من الظّلامِ

أَقول إذا أردتُ بلا اِتّقاءٍ

وآتي ما أشاءُ بلا اِحتشامِ

فعيشُ المرء لا عَبِقاً بسُؤْلٍ

وَلا جَذِلاً بشيءٍ كالحِمامِ

هو الزّمنُ الّذي ما صحّ يوماً

لعانٍ في يديه من السَّقامِ

جَموحٌ بين أضدادٍ فنَحْسٌ

بلا سَعْدٍ وصبحٌ في ظلامِ

وَما يَسطيعُ فَرْقاً فيه إِلّا

قليلٌ بين عَضْبٍ أو كَهامِ

وَقَد عَشِيَتْ عيونٌ فيه عن أَنْ

تميّز بين نَبْعٍ أو ثُمامِ

وكلُّ مقالةٍ قيلتْ دفاعاً

لشرٍّ فهي صِفْرٌ من ملامِ

ومن لا فضلَ فيه ولا خِلالٌ

تقدّم ما يقدّمه كلامي

فما الأقدامُ تُعْدَلُ بالهوادي

ولا خُفٌّ يُسَوّى بالسّنامِ

ومَن هو ناقصٌ لم يدنُ يوماً

بتفضيلٍ إلى دارِ التَّمامِ

وَمدحُك لاِمرئٍ كَذِباً هجاءٌ

وطيفٌ زار في سُكْرِ المنامِ

وَلَو أَنّا عَددنا كلَّ نابٍ

عن الحُسنى حقيقٍ بِالملامِ

لكان النّاسُ كلُّهم سواءً

وأخرجناك من كلِّ الأنامِ

فمدحُك دون كلِّ النّاسِ حِلٌّ

وفي باقي الورى كلُّ الحرامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

93

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة