الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » للخالديين جمال منظر

عدد الابيات : 26

طباعة

للخالديَّينِ جَمالُ مَنْظَرِ

وبِزَّةٌ تَملأُ عينَ المُبصِرِ

والعارُ في فِعلِهما المُشهَّرِ

تَشابَها في مَنْظَرٍ ومَخبَرِ

واشترَكا إلى المماتِ في حَرِ

يَحرُثُهُ جَدُّ فَدانِ الأصغَرِ

والزَّرْعُ إن تَمَّ به للأكبَرِ

أقول إذْ هَمّا بأمرٍ مُنكَرِ

وراءَ سِترٍ لهما لم يَستُرِ

واعتَفَرا ظَبْيَ الصَّريمِ الأعفَرِ

واقتَسَما باللَّحظِ في المُعَجَّرِ

وجَمَّشا الوَردَ بِوَرْدٍ أحمَرِ

ولَعِبَتْ أَيديهما في القَرقَر

أيُّهما بَعْلُ الغَزالِ الأَحوَرِ

أَصَاحِبُ الشَّبْيَهِ لم يُغَيِّرِ

أم الخَضيبُ ذي الصِّبا المُزَوَّرِ

وكم قَبيحٍ لَهُما مُسَتَّرِ

في كلِّ مَبْدى نازحٍ ومحضَرِ

يُسفِرُ عن ضِدِّ الصَّباحِ المُسْفِرِ

وذاتِ وَجْهٍ كَصَفا المُشقَّرِ

لو رَضَّهُ الحافِرُ لم يُؤَثِّرِ

خُلَّةُ بَعلَينِ وخُلٍّ مُضْمَرِ

يُعْجِبُها وَقْعُ خَرابِ البَرْيَرِ

وهْيَ مُعَنَّاةٌ بكلِّ أسمَرِ

أَحِينَ أَضحى شَيْبُها كالمِغْفَرِ

وخَلَعَت بُردَ الشَبابِ الأزهَرِ

وجاوَزَتْ عَصْرَ الفتاةِ المُعْصِرِ

حَنَّتْ إلى كُلِّ قُمُدِّ أَعْجَرِ

فعَنْبَرَتْ شَيئاً كَلَوْنِ العَنْبَرِ

ولَبَّةً في لَبَبٍ مِنْ جَوْهَرِ

وجَلَسَتْ بينَ غُثا وأغثَرِ

فشَرِبا من ثَغرِها المُؤَشَّرِ

ريقاً كريقِ النَّحْلَةِ المُزَعْفَرِ

وجاذَبا مِئزَرَ بَسْلِ المِئزَرِ

فَلَقِيا شِنِّيرَها بِقَنْبَرِ

طِعانُ يومٍ ضاحكٍ مُستَبشِرِ

لم تَعثُرِ الخيلُ بهِ في عِثْيَرِ

يَنسى به المطعونُ فَرْطَ المُنكَرِ

ولو حَكَت عِرْسَ الضَّرير الأبخَرِ

وزوجةُ ابنِ العَصَبِ المحكَّر

وهي وَقُودُ النَّارِ يومَ المّحشَرِ

لانتَهَبَت ظَهرَ الصَفا والمَشعَرِ

وكيفَ للأعمى بحَظٍّ الأعوَرِ

مَعَرَّةٌ لو فاضَ ماءُ الكَوْثَرِ

وانهلَّ حنَّانُ الغَمامِ المُمْطِرِ

وبرَقَتْ لُجَّةُ بَحرٍ أخضَرِ

حتى ترى ساحةَ بَرٍّ أقفَرِ

على الذي هُما له لم يَظْهَرِ

إنّي على سَلْبِكُما لَمُجتَري

وفي الذي أَطلقْتُ غيرُ مُقتِرِ

فاستمعا حَسناءَ لو لم تُهْجَرِ

حَلَّى بها الخَاطبُ جِيدَ المِنبَرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

110

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة