الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » أكان لقلبه عنك انقلاب

عدد الابيات : 45

طباعة

أكانَ لقلبِه عنكَ انقلابُ

أمالَ به إلى الغَيِّ العتابُ

أشأنُ دموعِهِ إلا انسكابٌ

أذابَ ضلوعَه إلا التهابُ

يُجابُ الشَّوقُ فيك إذا دعاه

ويُمتَهَنُ العذولُ فلا يُجابُ

تنادوا للفراق فحجبوها

على أن العفاف لها حجاب

ورفَّعْتَ القِبابَ ضُحىً فقُلنا

أَزُهْرٌ ما تضمَّنَتِ القِبابُ

ظعائنُ أشرقَتْ بالدمعِ عيني

وقد شَرِقَتْ بها تلك الشِّعابُ

محاسنُها لأعيُننا نِهابٌ

وأنفسُنا لأعيُنِها نِهابُ

نَشيمُ لها بوارِقَ جاوزَتْنا

كما يجتازُ شائمَه السَّحابُ

أَآنسةَ الدُّمى لولا التثِّني

ونافرةَ المَهى لولا السِّخابُ

صفا لك وُدُّنا من كلِّ شَوبٍ

وأحلى الودِّ ودٌّ لا يُشابُ

ومن عَجبٍ ثَناي على رُضابٍ

تَضِنُّ به ثناياكِ العِذابُ

أجَدَّ وقوفُنا بالدارِ شوقاً

إليكِ وجِدَّةُ الشَّوقِ اكتئابُ

وحنَّت في رُباكِ العِيسُ حتى

كأنَّ طُلولَهُنَّ لَها سِقابُ

سأُبرزُها سَوافرَ لا يُواري

محاسِنَها إذا برزَتْ نِقابُ

مُكرَّرَةً على راووقِ فِكرٍ

مُروَّقَةً كما راقَ الشَّرابُ

محبَّبةً لها في كلِّ قلبٍ

وإن بُعدَتْ مناسبُها اقترابُ

هي الكَلِمُ اللُّبابُ صَفاً وحُسْنَاً

وسيفُ الدَّولةِ الملكُ اللُّبابُ

َلأُدني من غرائِبها إليه

وكان لهنّ في الأرضِ اغتِرابُ

فها هي لا تَزَحْزَحُ عن ذَراه

ولا ترجو سواه ولا تَهابُ

هو الليثُ الذي إن يَحْمِ أرضاً

فكلُّ فِجاجِ تلك الأَرضِ غابُ

مُهنَّدُه إذا ما زارَ ظِفرٌ

وعاملُه إذا ما صاب نابُ

وأينَ الليثُ من طَلْقِ المُحيَّا

يجُدُّ ثوابُه ويَني العقابُ

وسَهْلٍ حينَ يسألُ غيرِ صَعْبٍ

وقد ذلَّتْ له العُربُ الصِّعابُ

له في كلِّ أُنمُلَةٍ سَحابٌ

يَسُحُّ وكلِّ جارحةٍ شِهابُ

وحظُّ عُداتِه ومُؤَمِّليه

حَرائبُه النفائسُ والحِرابُ

وقد خضعتْ له كَعْبٌ وخافَت

سَطاه حينَ خوَّفَها كِلابُ

وكم خضعت بخرشنة قلوب

وقد خفقت بعقوبته العقاب

وريعَتْ مصرُ إذ وثب العِفَرْنى

بحَدِّ السَّيفِ وانسابَ الحُباب

وآفاقُ البلادِ له جميعاً

تراخَى العزمُ أو جدَّ الطِّلابُ

خلالٌ يحرُسُ العلياءَ منها

سَماحٌ أو طِعانٌ أو ضِرابُ

إذا دعَتِ الملوكُ إليه يوماً

فإذعانُ الملوكِ له جَوابُ

مقامُكَ حيثُ تتَّصلُ المعالي

وذِكرُكَ حيثُ ينقطعُ التُّرابُ

فداؤُكَ يا ابنَ عبدِ اللهِ قَومٌ

يمينُكَ لُجَّةٌ وهم سَرابُ

إذا عُدَّتْ جبالُكَ من عديٍّ

تطأطأَتِ الرُّبا لك والهِضابُ

ملوكٌ ذُلَّلَت بهمُ رقابٌ

كما عزَّت بعزِّهِمُ رقابُ

عِذابُ القَولِ إن قالوا أصابوا

غِزارُ الجودِ إن جادوا أطابوا

إذا نَزَلوا فأقمارٌ بليلٍ

وإن ركبوا فآسادٌ غِضابُ

هو الحسبُ الذي لا رَيبَ فيه

وهل في الصُّبحِ ما وضحَ ارتيابُ

لئن سارَ الرِّكابُ بحُرِّ مَدحي

فقد سارت بجَدواك الرِّكابُ

ولي في ساحَتْيكَ غديرُ نُعمى

صفا مَتناه واطَّرَدَ الحُبابُ

وظِلٌّ لا يُمازِجُه هَجيرٌ

وشَمسٌ لا يُكدِّرُها ضَبابُ

وأيامٌ حَسُنَّ لديَّ حتى

تساوى الشِّيبُ فيها والشَّبابُ

فإن تُلحِقْ ثوابَك بي ثياباً

فأيسرُ ما تجودُ به الثِّيابُ

إذا احتفلَ النَّدِيُّ فأنتَ أَرْيٌ

وإن حَمِيَ الحديدُ فأنتَ صابُ

وإن خفي الصوابُ على ملوكٍ

فإنَّ جميعَ ما تأتي الصَّوابُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

110

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة